حدد الاتفاق بين إيران ومجموعة دول 5+1، مع انتهاء الجولة السادسة من المفاوضات النووية في فيينا، موعد استئناف جولات التفاوض في 16 أيلول المقبل لغاية 24 تشرين الثاني، وهي المهلة القصوى الجديدة لتوصل الطرفين إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني. غير أن الأيام الفاصلة عن الجولة الجديدة لا تنبئ بتغيرات في مسار المحادثات، أو بأمل في إرساء التفاهم التاريخي قريباً.
في الجانب الإيراني، لا تزال طهران متمسكة بعدم تنازلها عن حقوقها، وعن رفع العقوبات التي فرضها الغرب، شرطاً لإبرام أي اتفاق معه. وقد دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجموعة الدول الـ5+1 إلى تنفيذ التزامها بإلغاء الحظر المفروض على بلاده «عبر آليات مجلس الأمن». وأكد أن الدول المفاوضة «غير قادرة وحدها على إلغاء الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن»، مستدركاً أنها بصفتها دائمة العضوية في مجلس الأمن، عليها أن تدرك أن أي اتفاق «لن يكتسب الصيغة العملية من دون أن ينفذ أعضاء المجموعة التزاماتهم لإلغاء الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن ضد إيران». وأوضح أن فريقه المفاوض «ذكّر الطرف الآخر في جميع المفاوضات بهذه النقطة، وهو أمر واضح ومحدد».
ولفت ظريف إلى أنه سيعقد لقاءً مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكداً أنه ستجري محادثات عدة مع مختلف أعضاء مجموعة الـ5+1، وبصورة ثنائية على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كلام ظريف جاء في صيغةٍ أكثر حدّة على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي، الذي أكد أمس أن بلاده ليست مستعدّة لدفع «أي ثمن» لإبرام اتفاق نووي مع القوى العظمى. وفي المقابل، أكد تخت روانجي، وهو أحد أهم المفاوضين الإيرانيين، أن بلاده تنطلق «بحسن نية» لاستئناف المفاوضات مع مجموعة الدول الست، واضعاً شرطاً لإمكانية إبرام اتفاق مع حلول 24 تشرين الثاني المقبل، المهلة التي وضعها الطرفان للتوصل إلى اتفاق شامل في ما بينهما.
من جهته، أعلن مساعد وزير الخارجیة للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي، أمس، أن الجانب الآخر كان «جاداً» في المفاوضات، مضيفاً «نبذل ما لدینا من جهود لحسم المفاوضات، إلا أن هناك مشاكل لا تزال عالقة». وأشار من جهةٍ أخرى إلی المفاوضات التي أجراها أمس مع مساعدة الأمین العام للأمم المتحدة في الشؤون الإنسانیة والمنسقة للمساعدات العاجلة فاليري اموس، داعياً إلی «تجنب تسییس المساعدات الإيرانية للمتضررین بسبب الممارسات الإرهابیة»، مؤكداً أنه ینبغي ألا تتحول الأعمال الإنسانیة إلی آلیة لتحقیق أغراض سیاسیة.
وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوكيا أمانو أعلن أمس أن إيران بدأت تنفيذ خطوات الشفافية النووية قبل 25 آب، وهي المهلة الأخيرة لتردّ إيران على أسئلة الوكالة الدولية المتعلقة بأبحاث أجرتها حتى 2003 في المجال النووي.
وتوقع أمانو من مطار فيينا، أثناء عودته من طهران حيث التقى مسؤولين إيرانيين بارزين، «أن يتحقق تقدم خلال الأسبوع المقبل». هذا الكلام أكده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث قال إن إيران «بدأت تنفيذ خطوات الشفافية النووية قبل مهلة 25 آب».
(أ ف ب، إرنا، فارس)