أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس إسقاط طائرة تجسّس إسرائيلية من دون طيار من نوع «شبح» كانت تقترب من منشأة ناتنز النووية، من قبل وحدات الدفاع الجوي التابعة للحرس، مع احتفاظه بحق «أي ردّ وتعامل بالمثل»، في وقتٍ أزيح فيه الستار عن صاروخين من طراز كروز وطائرتين من دون طيار، بالتزامن مع إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ بلاده تصمّم السلاح «على أساس الردع لا على أساس العدوان».
وأكدت العلاقات العامة في الحرس الثوري، في بيان، أن الطائرة المحطّمة هي من نوع «شبح» التي لا يرصدها الرادار، وكانت بصدد النفاذ إلى أجواء منطقة ناتنز النووية في محافظة أصفهان وسط البلاد، حيث «تم رصدها من قبل العيون اليقظة الثاقبة لعناصر وحدات الدفاع الجوي التابعة لحرس الثورة الإسلامية، وقبل اختراقها لأجواء المنطقة، تم استهدافها بصاروخ أرض جو». وقال البيان إن «هذه الخطوة الشيطانية تثبت مرة أخرى النزعة العدوانية للكيان الصهيوني، مضيفةً ورقة أخرى في السجل الأسود لجرائم هذا الكيان اللقيط وإثارته للحروب».

أزيح الستار عن 4 أسلحة: صاروخا «كروز» وطائرتان من دون طيار


وختم الحرس الثوري البيان بإعلانه الاستعداد والجاهزية التامة جنباً الى جنب مع سائر القوات المسلحة في البلاد للدفاع عن الشعب الإيراني الشريف وتراب الوطن، وللتصدي بكل حزم وقوة، مؤكداً أنه يحتفظ لنفسه بحق أي ردّ وتعامل بالمثل في هذا المجال».
من جهةٍ أخرى، اكتفى الجيش الاسرائيلي بالقول إنه «لا يعلّق على معلومات وسائل الاعلام»، وذلك رداً على سؤال وكالة «فرانس برس».
يشار إلى أن موقع ناتنز هو أكبر منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم، ويضمّ أكثر من 16 ألف جهاز طرد مركزي. كذلك فإن إسرائيل هدّدت أكثر من مرة، في السابق، بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
على صعيدٍ آخر، تطرّق الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إلى الأوضاع الإقليمية، حيث أكد أن «لا معنى للأمن الإقليمي من دون إيران»، مشيراً إلى أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الحظر الغربي المفروض عليها.
وفي كلمته خلال مراسم إزاحة الستار عن أربعة إنجازات دفاعية جديدة أمس، قال روحاني إن إيران والعالم يواجهان بلاءً يتمثّل في التطرف الذي بات يهدد حتى من أرسوا دعائمه، مشيراً إلى تصدي إيران لكل أشكال التطرف، وإلى عرضها مبادرة في الأمم المتحدة لإيجاد عالم منزوع من العنف، نالت تأييد جميع دول العالم. وأكد روحاني أنه أمام الظروف التي تتهدد المنطقة، «لا يمكن الحديث عن الرفاهية والتنمية في المنطقة من دون إيران»، متطرقاً إلى النظرية الدفاعية لإيران، وقال إنها تقوم على أساس الردع، وأن إيران لا تصمم وتنتج سلاحاً على أساس العدوان.
وفي المناسبة نفسها، أزيح الستار عن 4 منجزات جديدة للقوات المسلحة الإيرانية، وهي صاروخا «قدير» و«نصر بصير» من طراز كروز، وطائرتان من دون طيار «كرار 4» و«مهاجر 4».
وفي شأن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة دول (5+1) التي تُستأنف منتصف الشهر المقبل، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إجراء جولة جديدة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى إمكان التوصل إلى اتفاق نووي شامل «إذا توافرت الإرادة لدى الطرف الآخر».
وأضاف ظريف أنه لا يمكن أحداً أن يتهم إيران بأنها تتفاوض من أجل التفاوض وتمضية الوقت، «في وقتٍ برهنّا فيه على أننا نتطلّع إلى الحل»، مشيراً إلى أن الطرف الآخر قد توصّل إلى اقتناع بأن الحظر ليس سبيلاً للتعاطي مع إيران، «فالحظر فشل في تحقيق مآربه والشعب برهن على أنه لا يمكن الإيقاع بينه وبين حكومته عن طريق الحظر».
وتابع ظريف أنه حتى لو تمّت مواجهة بعض الأطماع خلال المفاوضات، فإن الطرف الآخر سيصل في نهاية المطاف إلى الاقتناع بأنه يجب التعاطي مع الشعب الإيراني عن طريق التكريم، وأن السبيل في الحل رهن بأسلوب ربح ــ ربح. ورأى ظريف أن على دول مجموعة (5+1) أن تتعهد في أي اتفاق برفع حظر مجلس الأمن عن إيران وإصدار قرار من قبل المجلس بإلغاء الحظر عنها.
وكانت إيران رفضت زيارة مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى موقع بارشين العسكري القريب من طهران. وأكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن الوكالة قامت بزيارات عدة إلى بارشين وأخذت عينات لكّنها لم تجد شيئاً غير قانوني، وبالنتيجة ما من داعٍ لزيارة جديدة إلى بارشين لأنه لم يحصل شيء جديد فيه منذ عمليات التفتيش الأخيرة في 2005». ويعدّ موقع بارشين إحدى النقاط المعرقلة لإنجاز الاتفاق بين إيران والغرب في المفاوضات حول الملف النووي.
(الأخبار، فارس)