لم يكن انسحاب أعضاء «حزب أتاتورك» الحدث الوحيد المختلف في المراسم، إذ اتسم الحفل أمس بالاختلاف الكلّي عن سابقاته، حيث اعتاد الأتراك أن تجري مراسم اليمين كجزء من جدول أعمال مجلس الشعب التركي الذي كان ينتخب رئيس الجمهورية سابقاً.
وفي حين وُجّهت الدعوات لممثلي أكثر من ٩٠ دولة لحضور أداء اليمين، إضافة إلى الشخصيات السياسية التركية وعائلة أردوغان وأقاربه، شهد الحفل غياباً لرؤساء وقادة الدول الكبرى والغربية الحليفة لتركيا، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، فيما حلّ مكانها دول الاتحاد السوفياتي السابق ذات الشعوب التركية الأصل، وعدد من الدول على رأسها قطر التي كان أميرها تميم بن حمد حاضراً.
شهد الحفل
غياباً لرؤساء الدول الكبرى والغربية
الحليفة لتركيا
كذلك كسر أردوغان الأعراف المتبعة في أداء اليمين حين رفض ارتداء الطقم الرسمي المتبع منذ قيام مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، خلال أداء اليمين، معتبراً العرف المذكور «خارج عن تقاليدنا»، وفق تصريحٍ صحافي.
الخروج عن أعراف المراسم التقليدية سبقته اتهامات من قبل حزبي المعارضة الرئيسيين في البلاد «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» لرجب طيب أردوغان بـ«حلفان اليمين زوراً وكذباً واتباع خطوات مخالفة لدستور وقوانين البلاد»، حيث رفض رئيس «الشعب الجمهوري» كمال كليجدار أوغلو المشاركة في المراسم قائلاً «كم سيكون مقنعاً أن يؤدي أحدٌ اليمين التي يؤكد فيها التزامه بصون مبادئ الدستور في وقت انتهك فيه هذا الدستور». من جهته، اعتبر رئيس «الحركة القومية» دولت باهجيلي مشاركة رجب طيب أردوغان في أعمال المؤتمر الاستثنائي لحزب «العدالة والتنمية» بمثابة «ضربة لروح الدستور التركي الذي يحتّم على رئيس البلاد التزام الحياد والوقوف على مسافة واحدة من الجميع».
رسم أردوغان خلال خطابه أمس الخطوط الأساسية لسياسته الداخلية والخارجية، مؤكداً على استكمال الإصلاحات الدستورية وعملية السلام الداخلي مع الأكراد، إضافةً إلى القيام بالخطوات المطلوبة لدخول الاتحاد الأوروبي، قائلاً «طريق تركيا إلى الاتحاد الاوروبي هو هدف استراتيجي سيتواصل بإصرار أكبر»، وهو ما كان قد ركز عليه الرئيس الجديد لحزب «العدالة والتنمية» والرئيس المكلف للحكومة أحمد داوود أوغلو، في خطابه أول من أمس.
وعقب أدائه اليمين، توجه الرئيس إلى قصر شنقايا الذي شهد مراسم وداع الرئيس السابق عبدالله غول. منح أردوغان الرئيس المنتهية ولايته وسام «شرف الدولة»، وهو الوسام الأرفع في تركيا.
تلك «اللفتة»، بحسب وصف الصحف التركية، جاءت بعدما كثر الحديث عن جمود العلاقة بين الحليفين القديمين، ما عزّزه خلوّ خطاب أردوغان وداوود أوغلو، في المؤتمر الاستثنائي الأول للحزب، من اسم الشخصية الأبرز في تاريخ «العدالة والتنمية» وأحد المؤسّسين الرئيسيين له.