انطلقت في نيويورك، أمس، الجولة السابعة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة دول (5+1)، قبيل انعقاد الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. الجولة التي توصف بـ «الحساسة» بين إيران والغرب، تأتي بعد فشل ست جولات من التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي قبل 20 تموز الفائت، المهلة القصوى التي حدّدها اتفاق «جنيف» المؤقت، للتوصل إلى تفاهم أخير.
وفي ظلّ تشنج في خطاب الطرفين إزاء إمكانية صياغة اتفاق نهائي شامل حول البرنامج النووي لإيران، يضمن رفع الحظر الغربي عن الجمهورية الإسلامية وتبديد «مخاوف» الغرب بشأن سلمية البرنامج، بدأت المحادثات الثنائية بين الفريقين الإيراني والأميركي، أمس، ومن المقرر أن يُعقد اليوم اجتماع على مستوى الخبراء.
وقبيل المباشرة بجلسات التفاوض التي تستمر حتى 26 أيلول الجاري، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن أمله بالوصول إلی خارطة طريق، يجري من خلالها إلغاء الحظر كله، وكذلك الاطمئنان إلی سلامة البرنامج النووي الإيراني. وقال ظريف، فی حديث لصحيفة «ناشيونال اينترست» الأميركية، إنه «علی ثقة بأن خارطة الطريق هي الآن بأيدينا»، مضيفاً «إنني اعتقد أنه يمكننا الوصول إلی هذه الأهداف بسهولة».
المحكمة الأوروبیة
ترفع الحظر عن البنك المركزي الإیراني


ووجه ظريف انتقاداً للولايات المتحدة قائلاً إن العقوبات على إيران «تستحوذ عليها»، وأضاف أن الكونغرس يعارض أي اتفاق مع إيران، لأن ذلك سيفرض عليه رفع العقوبات، مشيراً إلى أن الإيرانيين «حذرون» تماماً من أميركا، وأنه يجب وضع آلية من أجل إقامة الثقة.
وفي ردٍّ مبطّن على كلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أن «عدم وجود اتفاق أفضل من توقيع اتفاق سيّئ»، أكد ظريف «ان توقيع اتفاق مهما كان أفضل من عدم وجود مثل هذا الاتفاق على الإطلاق»، بحسب ما نقلت قناة «برس تي في» الإيرانية. وأشار إلى أن الفريق المفاوض سيبذل قصارى جهوده، قائلاً «أعلنا دوماً أننا سنواصل المفاوضات حتى اللحظة الأخيرة لنثبت أننا متمسكون بحقوقنا، لكننا نبحث عن حلّ مبني على الاحترام المتبادل».
كذلك، ردّ ظريف على تصريح رئيسة الفريق الأميركي المفاوض ويندي شيرمن، قائلاً إن تصريحها حول أن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم «غير مقبولة»، هو«للاستهلاك المحلي»، ويأتي ضمن مساعي الأميركيين لحلّ مشكلاتهم الداخلية، لذلك «فإننا لا نعيره اهتماماً إلا على هذا المقدار».
وأضاف في الوقت نفسه، أنه ليس مقبولاً من المسؤولين الأميركيين أن يصرّحوا بهذه الطريقة، بشأن إيران من أجل حلّ مشكلاتهم الداخلية، أو أن يتحدّثوا بروح استعلائية مع الشعب الإيراني.
وبشأن اجتماعه بالممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، الذي استمر أكثر من 3 ساعات، أوضح ظريف أنه أجرى «محادثات مسهبة»، أكثرها كان مراجعة لموارد الخلاف السابقة، مضيفاً أنه حتى إذا لم نتوصل إلى اتفاق، «لقد أجرينا مباحثات جيدة جداً». وجدد الدعوة إلى جهود واقعية من الطرف المقابل للتوصل إلى اتفاق، واصفاً الجولة التي انطلقت أمس بـ «الحساسة».
من جهة أخرى، اختار الاتحاد الأوروبي يوم استئناف المفاوضات لإعلان «خيبة أمله من عدم إحراز إيران تقدّما لتبديد مخاوف بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني». وأصدر الاتحاد بياناً خلال اجتماع لمحافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعا فيه إيران إلى «التعاون الكامل وفي التوقيت الملائم مع الوكالة بشأن كل المواضيع ذات الصلة». إلى ذلك، أصدرت المحكمة الأوروبیة حكما بإلغاء القرار الصادر عن المجلس الأوروبي عام 2012 والقاضی بتجمید اصول البنك المركزی الإیراني.
وجاء في حیثیات حكم المحکمة الابتدائیة، الذي لا یعتبر حكماً نافذاً ویمكن للاتحاد الأوروبي استئنافه، أنه لیس هناك أي دلیل یثبت التفاف البنك المركزي الإیراني حول الحظر المفروض علی إیران ولهذا یجب رفع الحظر المفروض علی البنك المركزي الإیراني.
(الأخبار، إرنا، رويترز)