بالتزامن مع بدء المحادثات النووية في جنيف، أمس، انطلقت في لندن أعمال مؤتمر دولي لبحث إمكانيات التعاون التجاري مع طهران في فترة ما بعد رفع العقوبات، في سعي إلى إعداد الأرضية المناسبة للاسثتمار والتجارة مع إيران.وينعقد منتدى «أوروبا ـ إيران» وفق فرضية أن إيران والغرب في طريقهما إلى بلورة اتفاق شامل حول المشروع النووي الإيراني، ما ينهي العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي، في السنوات الأخيرة على طهران.

وكما يقول المنظمون، فقد تجدّد الاهتمام التجاري بإيران بسبب الاتفاق المؤقت الذي توصلت إليه مع مجموعة الدول الكبرى «5+1» في تشرين الثاني 2013، والذي تمّ بموجبه رفع بعض العقوبات عن طهران.
ويوصف المؤتمر بأنه «مناسبة تحظى بأفكار عملية من خبراء في كافة القطاعات، وتوفّر أحدث المعلومات من إيران وأوروبا».
وفي موازاة ذلك، التقى أمس في فيينا كل من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في محاولة للدفع بالمفاوضات النووية قدماً.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بحلول نهاية الشهر المقبل، ما زال ممكناً، مضيفاً أن تمديد هذه المهلة غير مطروح الآن.
غير أن المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الذي كان يتحدث قبل اجتماع فيينا، لفت أيضاً إلى وجود تباين كبير في مواقف المتفاوضين بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. وقال: «لا نعلم إذا كان في وسعنا التوصل إلى اتفاق، قد لا نستطيع».
أما على الجانب الإيراني، فقد جدّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي تأكيده لـ«الخطوط الحمراء» التي وضعتها بلاده في المفاوضات.
وفي بيان نشره على موقعه على شبكة الإنترنت، أكد خامنئي مواصلة بلاده أعمال البحث والتطوير في مجال الطاقة النووية، وعدم تطرق المفاوضات إلى المكاسب التي حققتها إيران بخصوص الملف النووي.
وطالب البيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتخلي عن سياستها الانتقادية، واصفاً المنشآت النووية الموجودة تحت الأرض، بالقرب من مدينة قم (157 كيلومتراً جنوب طهران)، بالمنشآت التي «لا يمكن مساسها».
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن المفاوضين النوويين الأميركيين يجب أن يمتنعوا عن التركيز على عدد أجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران وأن يركزوا على التوصل إلى اتفاق، وهو ما قد يساعد على بناء الثقة بين طهران وتحالف الدول الذي يحارب تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف لاريجاني أن «هذه مسألة تافهة ويجب ألا نتجادل على مسائل تافهة. هذا لن يكون مفيداً ولن يحلّ أي مشاكل حقيقية».
(الأخبار، الأناضول)