علت نبرة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أغلو، أمس، حين توعّد بـ«وضع حدٍّ للأشخاص الذين يستغلون الأحداث التي تجري في سوريا، لبث الفوضى في تركيا».وخلال افتتاح عدد من المشاريع في محافظة أماسيا (شمالي تركيا)، وجّه داوود أوغلو تهديداً مباشراً إلى زعيمي حزبي «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، وحزب «الشعوب الديموقراطي» صلاح الدين ديميرتاش، قائلاً «حان وقت محاسبتهما».

وأضاف: «إن عقلية كليتشدار أوغلو هي نتاج ثقافة حزبه القمعية والديكتاتورية، ومن لا ينتقد مجازر درسيم (وقعت في 1937 أثناء حكم حزب أتاتورك)، لا يستطيع انتقاد أفعال (الرئيس السوري) بشار الأسد».

وفي وقتٍ لاحق، رأى داوود أوغلو أن هناك خيارين لا غير: «إما المحافظة على وحدة التراب التركي على أساس السلم والاحترام المتبادل، أو أن نبقى تحت تأثير أيديولوجيات عشائرية كأيديولوجية البعث، وأخرى تبدو في ظاهرها ماركسية، لكنها رجعية في حقيقتها، وغيرها إسلامية لكنها متطرفة ومتأثرة بأفكار منظمات إرهابية». وبهذا الكلام، أشار رئيس الوزراء إلى حزبي «الشعب الجمهوري» و«العمال الكردستاني»، وإلى جماعة الداعية فتح الله غولن. كذلك، قال إن القناع قد سقط عمن يدعون تأييد السلام والديموقراطية، في إشارةٍ إلى مناصرين الأحزاب الكردية في البلاد.

وتطرق داوود أوغلو، خلال لقائه بلجنة الحكماء والوزراء المعنيين بمسيرة السلام الداخلي في مبنى رئاسة الوزراء في إسطنبول أمس، إلى عملية «السلام الداخلي» مع الأكراد، قائلاً إنه في اللحظات التي كانت فيها البلاد تعيش أجواءً إيجابية وتنتظر دخول مرحلة جديدة ضمن مسيرة السلام، بالاستناد إلى قواعد قانونية، «جاءت أحداث الشغب مع ما حملته من أعمال نهب وتخريب وعنف وابتزاز وقتل».

وأوضح داوود أوغلو أنه أعطى تعليمات لجميع المحافظين لحفظ النظام العام، مشيراً إلى أنه في تركيا «تعرض الكثير من فئات المجتمع للظلم خلال القرن الفائت، ولو أن كل تلك الفئات تصرفت بنفس الطريقة (في إشارة إلى أحداث العنف الأخيرة)، لكان الوضع في البلاد أسوأ من الوضع القائم حالياً في سوريا»، مضيفاً أنه «إذا زال النظام العام من أي بلد، لا يبقى مكان للسياسة، ولا للحرية، ولا يمكن لأصحاب الاقتناعات المختلفة أن يعبّروا عن رأي».
وتابع داوود أوغلو، قائلًاً: «باعتبارنا جيل أدرك الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، علينا أن ندرك أن الأنظمة الأحادية أياً كانت المجموعة العرقية أو المذهبية أو الدينية التي تتحدث باسمها، لا تجلب سوى الأسى إلى مراكز الثقافات العريقة، داعياً إلى «تذكر الآلام التي نجمت عن انفصال الهند وباكستان».

(الأخبار، الأناضول)