ارتفعت حدّة التصريحات بين الجانبين الأميركي والإيراني، خلال الأيام الماضية، بشأن الملف النووي، في ما يدلّ على العودة إلى نقص الثقة، وخصوصاً من قبل الطرف الإيراني، الذي شدّد على أن الأميركيين يقولون في العلن شيئاً وفي المفاوضات شيئاً آخر.
وردّاً على تصريحات المندوبة الأميركية في مجموعة «5+1»، ويندي شيرمان، بأن إيران ستُعد مسؤولة في حال فشل التوصل إلى اتفاق شامل، قال، أول من أمس، مساعد وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، إن «طهران لن تقبل باستمرار إجراء واحد للحظر في إطار الاتفاق النووي الشامل»، مشدداً على أن «السعي للتفاوض عبر وسائل الإعلام بدلاّ عن طاولة المفاوضات وطرح مطالب سياسية على نحو علني، وخصوصاً إذا كانت غير منطقية، لن يساعد على التقدم والوصول إلى الاتفاق النهائي قبل الموعد المقرر، بل سيزيد من صعوبة الطريق ويجعل سلوكه غير ممكن». وتوافق تصريح عراقجي مع تصريح آخر لرئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الذي أكد أن «بعض المسؤولين الأميركيين يطرحون خلال المفاوضات مطالب تختلف عن مواقفهم العلنية».
إيران سترفع قدراتها على إنتاج النفط إلى نحو أربعة ملايين برميل في اليوم

وقال عراقجي إن «المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 تمضي إلى الأمام في طريق صعب ومليء بالمنعطفات، وليست هناك آفاق مشرقة لإنهائها في الموعد المقرر»، كما شدد على أن «لا تراجع في العمل ولا إغلاق أو إيقاف لأي من المنشآت، مع الاحتفاظ بجميع الإمكانات النووية في البلاد».
وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية إن بلاده «وبناءً على سياستها المبدئية المبنية على رفض جميع أسلحة الدمار الشامل، ومنها الأسلحة النووية وفقاً لفتوى قائد الثورة الإسلامية، قد دخلت المفاوضات النووية وستواصل المفاوضات بحسن نية، حتى الوصول إلى النتيجة النهائية».
ولكن عراقجي أعرب في الوقت ذاته عن اعتقاده بأن «الفرصة المتاحة الآن فرصة سانحة وربما لن تتكرر بسهولة لأي من الأطراف». وقال: «نحن على ثقة بأنه لو كان الطرف الآخر صادقاً وملتزماً في هدفه المزعوم في المفاوضات النووية، أي الاطمئنان إلى سلمية البرنامج النووي الإيراني، فإن الوصول إلى هذا الهدف لا يعد صعباً كثيراً».
وأشار عراقجي إلى أن «الوفد الإيراني المفاوض قدم لغاية الآن العديد من الأفكار والمقترحات العملانية التي تحظى بإمكانية التنفيذ وتزيل أي هاجس محتمل إزاء البرنامج النووي الإيراني»، مضيفاً انه «لو اقتضى الأمر فسيطلع الرأي العام العالمي في حينه على تفاصيل هذه المقترحات، وسيحكم الجميع من هو الطرف المقصر والمسؤول إذا أُهدرت هذه الفرصة المتاحة، مثلما أعرب حتى السياسيون الغربيون في الوقت الحاضر عن أسفهم للفرص المماثلة التي أهدرت سابقاً، بسبب المطالب المبالغ فيها والتي طرحتها حكومة بوش».
من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن إيران لن تقبل بأي قيد سوى الإطار المنطقي للشفافية في التكنولوجيا النووية، مشيراً إلى أن بعض المسؤولين الأميركيين يطرحون خلال المفاوضات مطالب تختلف عن مواقفهم العلنية.
وقال لاريجاني في اجتماع مجلس الشورى، أمس، إن بعض المسؤولين الأميركيين يطرحون بعض القضايا خلال المفاوضات تتعارض مع مواقفهم العلنية، وكلما اعترض الجانب الإيراني على ذلك، قالوا إنهم يفعلون ذلك نظراً لظروفهم الداخلية، ومن أجل أخذ موقف الكونغرس في الاعتبار.
وأضاف أنه لو كان الأمر كذلك حقيقة، فإنه ينبغي التأسف على هذه الإدارة العالمية التي تريد تهدئة الداخل بالحيلة والخداع، أما لو كان هنالك خداع في المفاوضات فليعلموا أن الأمر قد اتضح للجانب الإيراني، ولن تنطلي عليه الخدعة، مشدداً على أن إيران لن تقبل سوى منطق الشفافية في التكنولوجيا النووية.
على خط آخر، أعلن نائب وزير النفط الإيراني منصور معظمي، أمس، أن إيران سترفع قريباً قدراتها على إنتاج النفط إلى أربعة ملايين و300 ألف برميل في اليوم.
وأوضح أن القدرة على تكرير النفط في البلاد تبلغ مليونا و800 ألف برميل في اليوم الآن، مضيفاً أن هذه القدرة ستبلغ ثلاثة ملايين برميل في اليوم، بعد أربع سنوات من الآن.
كما أشار إلى أنه «سيجري التغلب على المشاكل التي عانيناها، في العام الماضي، عبر رفع سقف إنتاج الغاز في البلاد بهذا المقدار». أما عن هبوط أسعار النفط على نحو كبير في الأسواق الدولية، فقد أعرب معظمي عن اعتقاده بأن هذا الأمر سيدوم فترة زمنية طويلة.
وفي ما يتعلق بالغاز قال معظمي إن «إيران ستزيد من قدرتها لإنتاج الغاز بمقدار 100 مليون متر مكعب، وهذا سيعود بالنفع على القطاع الصناعي».
(الأخبار، فارس، مهر)