دعت الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، بعد انتخابها لولايةٍ ثانية، البرازيليين إلى «السلام والوحدة والحوار»، مؤكدةً أنها ستمدّ يدها لمعارضيها بهدف «تغيير البلاد». وإثر إعلان فوزها، أكدت روسيف من العاصمة برازيليا أن «التزامها الأول» في هذه الولاية سيكون بالحوار، مشددةً على التزامها أيضاً بتعزيز «الإصلاح السياسي» و«محاربة الفساد».
وأعاد البرازيليون، أول من أمس، انتخاب الرئيسة اليسارية، بـ51،46%، وذلك مقابل 48،36% لمرشح الحزب «الاجتماعي الديموقراطي» إيسيو نيفيز. وهذا الفارق القليل هو الأول منذ أول انتخابات رئاسية جرت بالاقتراع المباشر عام 1989، بعد زوال الحكم العسكري في البلاد.
وفيما حققت روسيف (66 عاماً) فوزاً كبيراً في مناطق شمالي الشرق الفقيرة وولايتي ريو وميناس غيرايس (معقل نيفيز)، حظي الأخير بدعم اليمين التقليدي ورجال الأعمال وجزء من الطبقة الوسطى. وأقرّ نيفيز بهزيمته، داعياً الرئيسة إلى «تبنّي مشروع صادق من أجل البلاد».
وسبقت الانتخابات حملةٌ وُصفت بأنها «الأشرس» في تاريخ البلاد، ولم تخلُ من الهجوم الشخصي على هامش انقسام الشعب بين المرشحين إلى كتلتين، الأولى هي «الأكثر فقراً» ومؤيدة لروسيف، وكتلة «الميسورين» المؤيدة للمرشح الذي وعدهم بـ«تبني إجراءات مالية أكثر مرونة تجاه السوق للحدّ من الإنفاق العام ومحاربة التضخم، وأيضاً منح البنك المركزي مزيداً من الاستقلال».
رغم ذلك، جرت الانتخابات بهدوء مع تسجيل حادثة عنف واحدة في موسورو، شمالي شرقي البلاد، أطلق فيها مجهول النار على شاب عشريني أمام مكتب اقتراع «لأسباب لها علاقة بتسوية حسابات شخصية بين الاثنين»، وفق إفادة الشرطة.
وهذه الانتخابات ينظر إليها على أنها استفتاء على 12 سنة من حكم حزب «العمال» اليساري، الذي شهدت الدولة العملاقة في أميركا الجنوبية في عهده تغييرات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بسبب تبنّيه برامج اجتماعية أهمها مشروع «منحة الأسرة». ورغم الركود الاقتصادي وقضايا الفساد، اختار البرازيليون مواصلة مسيرة المكاسب الاجتماعية التي أرساها حزب روسيف منتشلاً معه نحو 40 مليون شخص من الفقر.

(الأخبار، أ ف ب)