بدت بارزة خلال اليومين الماضيين، الانتقادات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون تجاه الولايات المتحدة ووجود قواتها في «الخليج الفارسي» من جهة، وفي ما يتعلق بالتعامل السعودي مع طهران من جهة أخرى. ففي الوقت الذي أكد فيه قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، أن على القوات الأميركية الرحيل عن «الخليج الفارسي»، انتقد مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان السعودية، لتعاملها المتناقض الذي تعتمده في محادثاتها مع إيران.
وأشار فدوي في سياق برنامج تلفزيوني، إلى استراتيجية حفظ وحراسة الأمن في «الخليج الفارسي» ومضيق هرمز، معتبراً أن «أحد برامج القوة البحرية لدى الحرس الثوري هو خروج أميركا من الخليج الفارسي».
وأكد قائد القوة البحرية في الحرس الثوري أن «من حق إيران، وفق القوانين الدولية، التحكم في الخليج الفارسي ومضيق هرمز»، مضيفاً أنه «إذا لم تعر القطع البحرية الأميركية اهتماماً لتحذيرات الحرس، فإنها ستشاهد على الفور عدداً كبيراً من قطعنا البحرية محيطة بها أو صواريخنا قد أقفلت عليها».
وصرح الأدميرال فدوي بأن الأميركيين قد طلبوا ثلاث مرات عبر مراجع رسمية، مثل السفارة السويسرية، تدشين خط اتصال بين قوات البلدين مثلما كان بين أميركا والاتحاد السوفياتي السابق في فترة الحرب الباردة بينهما، بغية السيطرة على الأوضاع»، مضيفاً أن «هذا الطلب رفض من جانب إيران بطبيعة الحال».
كذلك أشار فدوي إلى «أننا نضع المعدات التي نريدها نحن أمام أنظار الأميركيين»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «هناك الكثير من المنظومات التي لم تعرض وتبقى للمستقبل».
يشار إلى أن قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني كان قد أعلن في تصريح سابق أن إيران «قامت بالكثير من التمارين بشأن إغراق الفرقاطات الأميركية العملاقة»، مؤكداً أن «بإمكاننا إغراق الواحدة منها في غضون 50 ثانية».
على صعيد آخر، انتقد مساعد وزير خارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان السعودية لتعاملها المتناقض الذي تعتمده في محادثاتها مع إيران، مشيراً إلى المحادثات الإيجابية التي أجراها الوفد الإيراني في جدة مع وزير الخارجية السعودي، الذي أطلق تصريحات متناقضة بعد هذا اللقاء.
وأشار عبد اللهيان الى المحادثات التي أجراها وزير الخارجية محمد جواد ظريف ونظيره السعودي سعود الفيصل في نيويورك وزيارته لجدة، مؤکداً أنه «أجرى محادثات بناءة، إلا أن ما بعث على الأسف هو أنه يعكر صفو أجواء المحادثات بعد کل لقاء بإطلاقه تصريحات غير ودية وسلبية». ورأى أن «الصراحة والصدق وحسن النية من أهم العناصر التي يجب الالتزام بها في المحادثات». وقال إن «طهران تواصل سير الحوار والتعاون المشترك مع کل الدول بما فيها السعودية».
وأکد مساعد وزير الخارجية ضرورة أن «تتخذ السعودية قرارها في موضوع استمرار المحادثات وتثبيت مدّ التزامها أو عدمه من خلال إطلاق تصريحات إعلامية غير بناءة».
أما على خط العلاقات الإيرانية ــ التركية، فقد شدّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اجتماع مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، علی ضرورة رفع مستوی التعاون الثنائي بين البلدين، موجهاً دعوة رسمية إلی نظيره التركي لزيارة طهران. كذلك بحث الجانبان عملية المفاوضات النووية بين إيران و«مجموعة 5+1».
وأشار ظريف، خلال الاجتماع علی هامش مؤتمر «عملية إسطنبول لأفغانستان» في الصين، إلى ضرورة إجراء المشاورات بين السلطات الإيرانية والتركية لرفع مستوی العلاقات الاقتصادية التي تجمع بين البلدين.
بدوره، أكد جاويش أوغلو أن «علاقات جيدة وودية تجمع بين البلدين»، مطالباً بقيام البلدين بتعزيز علاقاتهما في ظل القدرات التي تتمتعان بها.
وفي إطار المفاوضات النووية، رحّبت سلطنة عمان، أمس، باستضافة جولة المفاوضات بين إيران والدول الكبرى.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية، رحّبت السلطنة باستضافة الاجتماع المرتقب بين كلّ من وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمحادثات مع إيران كاثرين آشتون، في التاسع من تشرين الثاني المقبل.

(الأخبار، مهر، فارس)