من الواضح أن المساعي والمشاورات التي تسبق الاجتماعات الأخيرة في فيينا، قبل انتهاء مدة المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في 24 من الشهر الحالي، لا تزال قائمة بين كافة القوى، من أجل تذليل العقبات أمام التوصل إلى الاتفاق الشامل.
ويظهر ذلك جلياً من خلال تصريحات المسؤولين في مختلف الجهات، ففيما شدّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، على أن السياسة الداخلية يجب ألا تؤثر في المفاوضات النووية بين إيران والدول العظمى، في إشارة إلى الفوز الأخير للجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، بدا لافتاً في الإطار ذاته تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي، جون كيري، ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إيران «في أسرع وقت».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في أعقاب مكالمة هاتفية بين لافروف وكيري، أنه «جرى التأكيد لضرورة التوصل في أسرع وقت إلى اتفاق شامل يسمح بالتطبيع الكامل للوضع المتعلق ببرنامج إيران النووي».
وأجرى الوزيران المكالمة بعد لقاء بين إيران وممثلين عن الدول الست الكبرى في سلطنة عمان، الثلاثاء، وسط مؤشرات على عدم إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامج إيران النووي، بحلول 24 تشرين الثاني.
ويأتي اتصال كيري ولافروف فيما أبدى أمس نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، تفاؤلاً إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق هذا الشهر، بين القوى العالمية وطهران، للحدّ من البرنامج النووي الإيراني، رغم وجود «فجوات عميقة» في ما يتعلق ببعض القضايا.
وقال ريابكوف إن روسيا التي وافقت، منذ يومين، على بناء ما يصل إلى ثماني وحدات مفاعلات نووية جديدة في إيران، تفعل كل ما بوسعها للمساعدة على التوصل إلى اتفاق من شأنه تقديم ضمانات للغرب على أن برنامج إيران النووي لا يهدف إلى صنع أسلحة.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن ريابكوف، الذي شارك في أحدث مفاوضات بين الجانبين في العاصمة العمانية مسقط، قوله: «لا نفكر في احتمال عدم التوصل إلى اتفاق، بحلول 24 تشرين الثاني. نركّز تماماً على المهمة التي أمامنا على أساس أن هناك فرصة وهي ليست بالصغيرة، لا يمكن أن نضيعها (الفرصة)».
ومن جهته، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن السياسة الداخلية يجب ألا تؤثر في المفاوضات النووية بين إيران والدول العظمى، في إشارة إلى الفوز الأخير للجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي.
وقال روحاني، على هامش اجتماع لمجلس الوزراء نقله التلفزيون، إنه «إذا كان لإحدى الدول الأعضاء في مجموعة 5+1 مشكلة داخلية، أو أنها كسبت أو خسرت انتخابات، فهذا لا يعنينا، وعلى كل دولة معالجة مشاكلها محلياً»، مشيراً إلى أنه «أمر غير منطقي، أن تبرز هذه المشكلة على مستوى المفاوضات».
وفي الإطار ذاته، كان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، قد أكد أيضاً أن المحادثات التي استضافتها بلاده على مدار الأيام الماضية بشأن الملف النووي الإيراني، ستستكمل في فيينا. وأوضح بن علوي، في مؤتمر صحافي، مساء الثلاثاء، أن النقاط التي اتُّفق عليها في محادثات مسقط بين إيران ومجموعة «5+1»، «أكثر من أوجه الاختلاف التي ما زالت موجودة».
وأكد بن علوي حرص السلطان قابوس على رعاية المشاورات منذ بدايتها، لافتاً إلى أن هناك اتصالات مباشرة جرت بين السلطان قابوس والقيادة في كل من الولايات المتحدة الأميركية وإيران، إضافة إلى الاجتماعات غير المعلنة.
وأوضح أن السلطنة وفرت كل الوسائل الممكنة وهيّأت الظروف المواتية للأطراف المتحاورة من أجل تبادل الآراء والأفكار، للخروج من هذه الاجتماعات باتفاق في هذه المراحل المهمة من المحادثات بين إيران والدول الكبرى والوصول إلى نهاية وصفها «بالسعيدة».
وأشار بن علوي إلى أن «وفوداً أخرى ستتابع الاجتماعات في فيينا على مستوى الممثلين السياسيين، وسيعقبه اجتماع وزاري مهم في 24 تشرين الثاني الحالي، سيُطلَع من خلاله العالم على ما جرى التوصل إليه من نتائج حول الملف».
على خط موازٍ، أكدت طهران أنها اختبرت نوعاً جديداً من أجهزة الطرد المركزي، قد يجعلها قادرة على تخصيب اليورانيوم بوتيرة أسرع، لكنها رفضت تلميحات إلى أن الخطوة قد تشكل انتهاكاً لاتفاق نووي أبرمته العام الماضي مع القوى العالمية، بحسب ما كان قد أفاد مركز بحثي أميركي.
ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، صحة تصريحات وزارة الخارجية الأميركية، بشأن توصل البلدين إلى اتفاق بخصوص وقف طهران حقن الغاز في وحدات الطرد المركزي من الجيل الخامس (IR-5)، التي بنتها إيران لزيادة قدراتها على تخصيب اليورانيوم.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، قد صرّحت في مؤتمرها الصحافي اليومي، أول من أمس، بأن الجانبين توصلا إلى اتفاق لوقف حقن الغاز في وحدات الطرد المركزي من الجيل الخامس، التي بنتها إيران لزيادة قدراتها على تخصيب اليورانيوم، بالغاز.
وقالت أفخم إن «اختبارات أجهزة الطرد المركزي تواصلت عقب توقيع الاتفاقية، وإن الاختبارات ستستمر عند الضرورة وتتوقف عند الضرورة»، مضيفة أن تصريحات الخارجية الأميركية تأتي بهدف «توجيه الأجندة الإعلامية».
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية أن وحدات الطرد المركزي اختُبرت في نيسان الماضي، موضحة أن برنامج هذه الوحدات يجري في إطار برنامج التفتيش الخاص بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن جميع تقارير الوكالة خلال الأشهر السبعة الأخيرة تؤكد مراعاة إيران لاتفاقية جنيف.
إلى ذلك، أوضح قائد القوات الفضائية - الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، أن إيران نشرت مقطع فيديو يظهر الطائرة من دون طيار، المطوّرة عن مثيلتها الأميركية، التي أسقطتها إيران عام 2011.
وكان حاجي زاده، قد أعلن قبل يومين، في بيان على الموقع الرسمي للحرس الثوري، أن الطائرة من دون طيار المطورة عن الطائرة الأميركية، قد أعيد تصنيعها، مضيفاً أن الطائرة التي هي من طراز «أر كيو 170»، نجحت في اختبار الطيران، وأنهم سينشرون مقطع فيديو يظهر فيه تحليقها.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، مهر، فارس)