«سليماني هو الرجل الأول في إيران، أما الرئيس حسن روحاني فليس إلا وجه إيران تجاه الغرب». لعلّ هذه الجملة، من تقريرٍ للصحافي يونتان توسيه كوهين، في موقع «المصدر» الإلكتروني الإسرائيلي، تختصر النظرة الإسرائيلية لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
مع اجتياح تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لمناطق شمال العراق في حزيران الماضي، قرعت وسائل الإعلام الإسرائيلية جرس الإنذار من احتمال التعاون والتنسيق بين واشنطن وطهران، لمواجهة التنظيم المتطرّف. التقرير المذكور، حاول أن يعرّف القراء إلى سليماني «الذي استطاع إنشاء إمبراطورية إرهاب عالمية»، عبر سرد أجزاء من سيرته الذاتية، بموازاة التعريف بدور «فيلق القدس» الذي يتولّى «تنفيذ العمليات ضد الأعداء، ومن ضمنهم إسرائيل». التقرير الذي نُشر في تموز الماضي، قبل بدء تشكيل «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، لمحاربة «داعش»، اعتبر أن أي تعاون محتمل بين واشنطن وطهران لن يكون إلا عبر «الرجل الأكثر غموضاً وتأثيراً في الشرق الأوسط»، قاسم سليماني.
ويشير الصحافي الاسرائيلي إلى مكانة سليماني لدى الشعب الإيراني، قائلاً إنه «يُعدّ بطلاً بعدما دافع عن البلاد ضد الاجتياح العراقي في الثمانينيات، وحارب تجار المخدرات في التسعينيات، والآن هو الرجل الذي يحمي إيران من داعش».
يهو الآن الرجل
الذي يحمي إيران
من «داعش»

ويقول التقرير إن القائد الإيراني «جمع الكثير من الشيعة من اليمن، لبنان، العراق وأفغانستان، ثم أرسلهم، بعد تدريبهم وتأهيلهم، إلى جانب أفراد من النخبة في الحرس الثوري، للقتال إلى جانب حزب الله وقوات (الرئيس السوري بشار) الأسد كجزء من التحالف الذي أسسه سليماني في سوريا ضدّ الثوار». ويعيد الكاتب إليه الفضل في الانتصارات الأخيرة التي حققها الجيش السوري.
وكما في سوريا، يملك سليماني، بحسب التقرير، التأثير نفسه في غزة أيضاً. هناك يؤدي الرجل دوراً في «عمليات مسلحة» في القطاع، «خصوصاً بعد الانقلاب الذي خاضته حماس عام 2007 والسيطرة عليه»، بحسب كوهين الذي يشير أيضاً إلى أن فيلق القدس يدرّب «عدداً كبيراً من الناشطين في غزة، الذين ليسوا جميعاً من المنتسبين إلى حماس».
ويعرّج التقرير على علاقة الأميركيين بسليماني. يقول كوهين إن أجهزة الاستخبارات الغربية، وفي مقدمتها وكالة الاستخبارات الأميركية، ركزت على سليماني منذ سنوات طويلة، «إلا أن علاقتها بذلك الرجل اللافت، تغيرت على مدى السنين». وينقل التقرير عن «أوساط جهات الحكم العليا» في أميركا، أن واشنطن «وضعت سليماني مرات عدة في «مرمى» القوات الأميركية، حيث كان بالإمكان تصفيته، إلا أنهم آثروا ألا يفعلوا ذلك».
ويضيف أن سليماني تصدّر قائمة الأشخاص الذين تمنع وزارة الخزانة الأميركية التعامل معهم، بموجب الحظر المفروض على إيران، وذلك بعدما قام الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بوضعها ضمن «محور الشر». حينها، تحوّل سليماني إلى عدوٍ للغرب. ويعطي كوهين مثالاً على هذا التحوّل، رسالة سليماني لواحدٍ من ضباط «قوات التحالف» في العراق، يقول فيها: «عليك أن تعرف بأنني أنا، قاسم سليماني، المسؤول عن سياسة إيران في العراق، لبنان، غزة وأفغانستان».
ويشير التقرير إلى اعتقاد إسرائيل وأميركا، بالإضافة إلى أجهزة استخبارات غربية عديدة، بمسؤولية «فيلق القدس» عن القيام بعمليات ضد أهداف غربية، كعمليات دلهي وتفجيرات بانكوك وتبليسي، وتفجيرات كينيا ونيجيريا وأذربيجان، بالإضافة إلى محاولة اغتيال السفير الأميركي في السعودية.
«يقود قاسم سليماني المواجهة لوقف زحف داعش على الأرض، ورغم العلاقات السيئة بينه وبين الغرب، يعلم الأخير أن لا أحد يسيطر على الأمور في العراق أكثر من سليماني»، يقول كوهين.
ويتابع: «قد لا يكون هناك ملجأ بالنسبة إلى الأميركيين سوى التوجه للإيرانيين وطلب مساعدتهم».
أما بالنسبة إلى إسرائيل، فيقول كوهين إنها تشكك في استراتيجية الولايات المتحدة إزاء العراق، مضيفاً: «يعلم الإسرائيليون أن إيران تريد تحويل العراق وسوريا إلى مناطق خاضعة تماماً لسيطرتها ونفوذها... وسليماني هو الرجل الذي سيحقّق لها هذا الإنجاز».
(الأخبار)