أكدت موسكو وباريس أنهما تؤيّدان «وقفاً فورياً لحمام الدم» في شرقي أوكرانيا حيث تستمر المعارك الطاحنة بين الجيش والانفصاليين الموالين لروسيا، قبل وقف لإطلاق النار ومفاوضات جديدة لإحلال السلام غداً في مينسك.وخلال أول زيارة لرئيس غربي لروسيا منذ بدء الأزمة الأوكرانية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد لقائه نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، أن «فرنسا وروسيا تؤيّدان نهاية حمام الدم فوراً» في شرقي أوكرانيا.

أما في ما يتعلق بصفقة الـ«ميسترال»، فقد أمل بوتين أن تستعيد روسيا من فرنسا قيمة الصفقة، إذا لم تسلمها باريس سفينتي «ميسترال». كذلك أشار إلى أنه لم يتطرق الحديث إلى هذا الموضوع، وقال: «لم أطرح السؤال وفرنسوا هولاند لم يتحدث في الأمر»، مؤكداً أن «لدينا عقداً، ونحن ننطلق من مبدأ أنه يجب أن يحترم، وإلا فإننا نأمل أن ترد لنا الأموال التي دفعناها».
ووعد بوتين بأنه إذا ردّت فرنسا الأموال لروسيا، فإنه «لن تكون لدينا طلبات خاصة»، وذلك بعدما لوّحت موسكو بالمطالبة بغرامات وتعويضات ينص عليها عقد الصفقة بين البلدين.
وأشاد بوتين بـ«المحادثات البنّاءة جداً» مع هولاند الذي أكد بدوره أنه يرغب «مع الرئيس بوتين في توجيه رسالة لتخفيف حدّة التصعيد، وهو أمر ممكن حالياً». وأضاف: «أعتقد أن علينا تجنّب قيام جدران جديدة تفصل بيننا. يجب أيضاً أن نكون قادرين على تجاوز العقبات وإيجاد حلول».
وقال هولاند على متن طائرته في طريق عودته إلى باريس، إن «توقيت اللقاء كان جيداً، وجاء في ظرف جيّد، وستكون له من دون شك بعض النتائج في الأيام المقبلة»، مضيفاً أنه «إذا تأكد وقف إطلاق النار (في أوكرانيا) في التاسع من كانون الأول، يمكننا التفكير في الذهاب أبعد من ذلك».
وقبل زيارته لموسكو، اتصل هولاند بالرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، وبالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي صرّحت بأن «السياسة التي تتبعها موسكو تسبب صعوبات بالنسبة إلى عدد من الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي».
وقالت ميركل لصحيفة «دي فيلت» المحافظة، التي نشرت مقاطع من المقابلة، «مع مولدافيا وجورجيا وأوكرانيا لدينا ثلاث دول في جوارنا الشرقي وقّعت بكل استقلالية اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا تسبّب صعوبات لهذه الدول الثلاث».
وأضافت: «في المقابل نرى روسيا تحاول إبقاء بعض دول غربي البلقان تابعة لها اقتصادياً وسياسياً».
وقبل يومين على تطبيق هذا الاتفاق الذي من المتوقع أن يوقّع غداً بين الانفصاليين وأوكرانيا في مينسك، لا تزال المعارك الطاحنة مستمرة في شرقي أوكرانيا. فقد قتل خمسة مدنيين، ليل السبت الاحد. وأفادت السلطات البلدية بأن ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح عشرة آخرون ليلاً في دونيتسك معقل الانفصاليين.
من جانب آخر، أعلن حاكم منطقة لوغانسك الموالي لكييف مقتل مدنيين اثنين في قرية كرياكيفكا، إثر سقوط قذيفة على منزل.
وقال إن ستة مدنيين قتلوا منذ بداية الأسبوع في منطقة لوغانسك.
من جهة أخرى، تحدث مراقبو «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» عن عدّة قوافل تتألف من نحو ستين شاحنة غير محددة الهوية دخلت إلى شرقي أوكرانيا.
(رويترز، أ ف ب)