تطرّقت اللقاءات والتحركات الدبلوماسية التي أجريت على هامش المؤتمر الدولي الأول لمواجهة العنف والتطرف، في طهران، إلى عدة قضايا أمنية وسياسية دولية، من أبرزها مسألة الملف النووي الإيراني والمفاوضات مع القوى الست الكبرى، التي أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد لقائه نظيريه السوري وليد المعلم والعراقي إبراهيم الجعفري، أنها ستستأنف قريباً، فيما أشار المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، إلى أنها ستبدأ على مستوى الخبراء، الأسبوع المقبل.
ويأتي ذلك في وقت أكدت فيه واشنطن أن طهران التزمت تعهداتها طبقاً لخطة العمل المشترك، رداً على التقارير التي نشرت بشأن مخاوف أميركية من أن إيران تبذل جهوداً لشراء تجهيزات ومعدات لمفاعل «آراك».
وتستضيف العاصمة الإيرانية، على مدى يومين، مؤتمراً دولياً بعنوان «عالم خال من العنف والتطرف»، بحضور ممثلين من 40 دولة، يرتكز على المقترح الذي تقدم به الرئيس حسن روحاني، للأمم المتحدة، بشأن عالم خال من العنف. وأعلن الأمين العام للمؤتمر، مصطفى زهراني، أن خمسة وزراء خارجية من باكستان وسوريا والعراق وأفغانستان ونيكاراغوا، يشاركون في أعمال المؤتمر، لافتاً الانتباه إلى أن رؤساء حكومات ووزراء خارجية سابقين من أوروبا والعالم العربي، يشاركون أيضاً. وأضاف زهراني، أن مؤتمر طهران سيخرج باقتراحات عملية بغية رفعها للأمم المتحدة، موضحاً أن «المؤتمر يطمح إلى التحوّل إلى مؤسسة دولية».
ورداً على ما كانت قد نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أول من أمس، عن إبلاغ الولايات المتحدة خبراء مجلس الأمن الدولي، أن إيران تبذل جهوداً، على نحو غير مشروع، لشراء تجهيزات ومعدات لمفاعل «آراك»، رفض المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، المخاوف الأميركية، مؤكداً أن طهران تحترم الاتفاق المرحلي الموقع في جنيف في عام 2013، الذي جرى تمديده حتى الصيف المقبل.
وقال كمالوندي للصحافيين، على هامش مؤتمر طهران: «ليس لدي أي معلومات بشأن (إعلان) هذا الشراء». وأضاف أنه «حتى إن كان هناك شراء فذلك لا يخالف اتفاق جنيف ولا التمديد لسبعة أشهر». واستطرد كمالوندي قائلاً إن «ما أبرم في جنيف هو أن لا نضع معدات جديدة».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، قد علقت على هذه المعلومات بحذر، قائلة إن «هذا ليس أمراً جديداً: نحن قلقون حيال نشاط إيران من حيث شراء (معدات)». ورفضت التعليق كذلك على المحادثات بين حكومتها والأمم المتحدة أو القول ما إذا كان شراء مكونات للمفاعل المقبل يمثل خرقاً للعقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وفي ما يتعلّق بخطة العمل المشترك والاتفاق المرحلي بشأن البرنامج النووي الإيراني، فقد أضافت بساكي: «أقولها بكل وضوح: التزمت إيران تعهداتها طبقاً لخطة العمل المشترك ونستمر في اعتقاد ذلك».
وعلى خط مواز، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن إيران اقترحت إنشاء مجلس مشترك للطاقة النووية مع دول الخليج، على غرار أميركا الجنوبية أو آسيا الشرقية، اللتين تشهدان تعاوناً مشتركاً بين بعض الدول.
وأكد صالحي أن «لا فرق بين أن تكون هذه الدول السعودية أو الإمارات»، مشيراً إلى أن «إيران ليست قلقة من ذلك لأن الدول لديها حق في ذلك، وإيران رائدة في هذا المجال».
وقال صالحي إن بلاده «تكافح من أجل حقوق جميع الدول وإذا أراد الآخرون الدخول في المجال النووي بحسب معاهدة منع الانتشار النووي، فإننا نسعد بذلك».
من جهة أخرى، أكد صالحي أن «إمكانية التوصل إلى اتفاق كبيرة جداً» في المفاوضات بين إيران والدول الست. وقال إن «هناك مشاكل تتعلق بالتخصيب ومفاعل آراك للمياه الثقيلة والعقوبات ومنشأة فوردو»، مشيراً إلى أن «مواقفنا قد اقتربت من بعضها بعضا، كما أن هناك مواضيع جرى الاتفاق عليها».
(الأخبار، ارنا، مهر، فارس)