تزامناً مع بدء المفاوضات على مستوى مساعدي وزراء الخارجية في جنيف بشأن الملف النووي الإيراني، أكد الرئيس حسن روحاني أن حكومته ستزيل العقوبات المفروضة على الشعب الإيراني، معتبراً أن العالم ليس أمامه سبيل آخر سوى الجلوس على طاولة المفاوضات مع إيران، فيما شدّد رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر ولايتي، على أن إيران غير ملزمة بالتفاوض بشأن مسألة صواريخها.وقد بدأت، أمس، في مدينة جنيف السويسرية مفاوضات بين مساعدي الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي، وندي شيرمان، لحلّ الخلافات في وجهات النظر، في سبيل الوصول إلى اتفاق نووي شامل.

وفي الاجتماع السنوي الـ 54 لتأسيس المصرف المركزي، قال روحاني إن «أكثرية الشعب الإيراني ونخبه وعلماءه، إضافة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية والمسؤولين الكبار، يريدون تمزيق سلسلة العقوبات الظالمة».
وأكد أنه «ليس أمام العالم سوى الجلوس مع إيران على طاولة المباحثات، لأن الطرق الأخرى خاطئة»، مضيفاً إن «العالم جرّب ذلك، وإذا أرادوا تجربتها مرة أخرى فإنهم سيتضررون».
كما أشار روحاني إلى أن «النشاطات النووية لإيران شفافة وقانونية وسلمية». وقال: «نحن نتفاوض بشكل منطقي وشفاف ومدروس»، مضيفاً إن «تفاصيل مفاوضاتنا ستنشر في يوم من الأيام والعالم سيشهد صعوبة المفاوضات التي قام بها مفاوضونا».
وإذ اعتبر روحاني أن المفاوضات النووية معقدة، إلا أنه قال: «نحن نثق بمفاوضينا بشكل كامل من الناحيتين التقنية والحقوقية». وأكد أن «هؤلاء خبراء متمرسون، ونطلب من الشعب أن يكون على ثقة بأن الطريق الذي اخترناه هو الصواب ونحن سنواصل العمل، وفي الوقت نفسه يجب أن ننتبه إلى كيفية تقدمنا في هذا المسار».
وخاطب روحاني مديري المصارف الإيرانية، قائلاً لهم: «استعدوا للتعامل مع العالم، لأن هناك مستثمرين كثيرين سيدخلون إلى إيران، واليوم نشاهد أن عدد السياح الأجانب تضاعف مرتين أو ثلاثاً في بعض القطاعات».
من جهته، قال رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر ولايتي، إن «إيران غير ملزمة بالتفاوض بشأن مسألة صواريخها»، مشيراً إلى أن «موضوع القدرة الصاروخية الإيرانية خارج عن أي نوع من المفاوضات».
وقال ولايتي، في رد على سؤال لأحد الصحافيين على هامش المؤتمر الوطني الذي انعقد في طهران تحت عنوان «دور الأبحاث في عملية التشريع»، إن الطرف الآخر يتحدث عن مسألة الصواريخ الإيرانية، لكن هذا حلم كاذب للغربيين ولن يتحقق أبداً. وأضاف ولايتي إن إيران تقوم بكل ما هو لازم من أجل أهدافها الدفاعية، مشيراً إلى أن «أهم خصائص الصواريخ هو الردع»، ومؤكداً أن «إيران لا تحتاج إلى إذن من أحد لتعزيز قدراتها الدفاعية».
(مهر، ارنا)