لم تمنع الاحتجاجات المستمرة في بلفاست منذ سبعة أيام من ارتفاع العلم البريطاني على مبنى دار بلدية عاصمة إيرلندا الشمالية، لمناسبة عيد ميلاد كيت ميدلتون، زوجة الأمير وليام ودوقة كامبريدج. وبعد أسبوع على سحب العلم من على مبنى البلدية، عاد العلم ليعلو ساريته على سطح المبنى تنفيذاً للقرار الجديد الذي ينص على أن يرفع العلم البرطاني 17 مرة في السنة، بينها التاسع من كانون الثاني الذي يصادف عيد ميلاد دوقة كامبريدج.
عودة العلم للظهور ترافقت مع استمرار الاحتجاجات بين موالين ومعارضين لقرار البلدية الجديد حول أيام ارتفاع العلم البريطاني، في أسوأ أعمال عنف تشهدها إيرلندا الشمالية منذ أن أنهت اتفاقية سلام في عام 1995 الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت.
وكانت الاحتجاجات قد بدأت في بلفاست منذ الثالث من كانون الثاني، عندما قرر مجلس المدينة، ذو الغالبية الكاثوليكية، تقليص الأيام التي سيُرفع فيها علم المملكة المتحدة فوق مبنى مجلس بلدية المدينة في العاصمة بلفاست إلى 17 يوماً أسوةً بالتقليد المتبع في المجلس المحلي في ستورمونت بالإقليم الذي تسيطر عليه بريطانيا، وهو ما رفضه البروتستانت الموالون لبريطانيا.
ورشق المحتجون، ومعظمهم من المراهقين رجال الشرطة بالألعاب النارية والزجاجات، فيما لم ترد الشرطة عليهم، وتحاشت استخدام خراطيم المياه أو الرصاص المطاطي لتفريقهم.
في إطار متصل، شددت الوزيرة البريطانية المكلفة بإيرلندا الشمالية، تيريزا فيليرز، أن الموالين للعلم البريطاني يخطئون التصرف بأفعالهم المناهضة للقرار. ورأت أن الطريق المتبعة من قبلهم للتعبير عن آرائهم خاطئة كلياً. وأكدت فيليرز أن الطريق الوحيدة للسير إلى الأمام في البلاد لحل الموضوع يكون عبر الحوار والمحادثات مع القيادة السياسية.
بدوره، كشف رئيس وزراء إيرلندا الشمالية، بيتر روبنسون، أن ممثلي الأطراف المختلفة سيجتمعون في ستورمونت اليوم الخميس لمناقشة المتاعب التي خلفها القرار على استقرار البلاد، موضحاً أن الزعماء البروتستانت الذين هددوا بنقل الاحتجاجات إلى شوارع دبلن السبت المقبل لن يكونوا جزءاً من المتحاورين.
من جهته، حذر اتحاد الصناعيين البريطاني (CBI) من أن استمرار الاحتجاجات سيضيع فرص العمل ما لم يكن هناك حد فوري للمشكلة مع استمرار إغلاق المتاجر أبوابها وانسحاب عدد المستثمرين.
بدوره، أعلن مدير البنك المركزي نايجل سميث المدير أن العديد من المستثمرين فقدوا الاهتمام في الاستثمار في البلاد نتيجة الأوضاع.
(الأخبار)