ذكرت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، أمس، أن مصر لا تزال تقاوم محاولات إيران فرض علاقات معها، وسط تردّد النظام المصري في التوجه نحوها خوفاً من إغضاب بعض القوى السياسية في الداخل ودول الخليج والولايات المتحدة واسرائيل في الخارج. ورأت «ذا غارديان»، في تقرير لها، أن «إيران أُصيبت بصدمة من موقف نظام الإخوان المسلمين، حيث وجدت أنّ التقارب مع مصر وإقامة علاقات كاملة وتكوين محور جديد في المنطقة لم يكن سهلاً، بعكس ما توقعه الكثيرون بعد إطاحة نظام الرئيس السابق حسني مبارك».
وبحسب الصحيفة، فإن ما يجري في سوريا يهدّد أي تقارب محتمل بين إيران ومصر، وخصوصاً بعد موقف مصر الداعم للثورة السورية. وأوضحت الصحيفة أنه «على الرغم من أن الكثير من الأصوات في مصر الآن تنادي بإقامة علاقات كاملة مع إيران كدليل على استقلالية السياسة الخارجية المصرية عن الهيمنة الأميركية والإسرائيلية، إلا أنّ إقامة علاقات مع طهران لا تزال قضية حساسة في مصر، نظراً للمخاوف من إغضاب الخليج».
وأضافت أن «النظام المصري الآن يعاني من مشكلات داخلية كبيرة واحتجاجات مستمرة ضدّه، وهو يتهم الخارج بتأجيج هذه الاحتجاجات، وهناك اتهامات لدول وعلى رأسها إيران بإثارة القلاقل في مصر، وإقامة علاقات مع طهران في هذا التوقيت ستزيد من مشكلات الإخوان الداخلية والخارجية».
وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، قد أجرى زيارة الى القاهرة التقى خلالها مرسي. ونقلت الصحف عن الأخير قوله لضيفه إن «مصر وإيران روح واحدة فى جسدين». ووجه دعوة الى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد لزيارة مصر للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية. وتزامن ذلك مع رواج شائعات حول زيارة مسؤول مخابراتي إيراني للقاهرة وعقده لقاءات سرية مع قيادات الإخوان.
وهناك من يرى تطوراً في العلاقات بين إخوان مصر وإيران، ويعتبر أن الإخوان يستخدمون هذه العلاقات وسيلة ضغط مصرية على أميركا وإسرائيل في عملية السلام. ويرى الخبير في مركز الأهرام الاستراتيجي، الدكتور وحيد عبد المجيد، أن الإخوان مصممون على إقامة علاقات مع إيران في إطار حلم مؤسس الجماعة حسن البنا بتكوين الخلافة الإسلامية في الشرق الأوسط، «وتطور العلاقات بين البلدين لا يمثل له مفاجأة في هذا التوقيت، فهناك العديد من الشواهد منها حسن العلاقات الإخوانية مع حركة «حماس»، وخروج السفير المصري في لبنان ليعلن عن نية الإخوان إقامة علاقات مفتوحة مع حزب الله، والجميع يعلم قوة العلاقات بين حزب الله وإيران وحماس».
(الأخبار)