هزّ رئيس الوزراء الإيطالي السابق برلوسكوني مجدداً الساحة الإعلامية بتصريحات أشاد فيها ببعض انجازات الزعيم الفاشي موسوليني. تصريحات برلوسكوني تزامنت مع إحياء ذكرى المحرقة اليهودية، وهي تأتي قبيل الانتخابات العامة الايطالية، ما أدى الى موجة من الانتقادات الشاجبة والمستنكرة. وأثار برلوسكوني زوبعة جديدة من الانتقادات في بلده إيطاليا وفي أوروبا بقوله إن الزعيم الفاشي الايطالي بنيتو موسوليني كانت له أعمال حسنة بالنسبة إلى إيطاليا تعادل سيئاته المتمثلة باضطهاد اليهود وتسفيرهم الى المعسكرات النازية. وعلى هامش حفل أقيم في روما لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية قال برلوسكوني، إن «اصدار القوانين العنصرية أكبر خطأ ارتكبه الزعيم موسوليني الذي تسجل له الكثير من الحسنات في ميادين اخرى».
وأضاف رئيس الوزراء الايطالي السابق: «من الصعب أن يضع المرء نفسه مكان القادة الذين كانوا يتخذون القرارات في ذلك الوقت، لأنّ من الواضح أن الحكومة الايطالية فضّلت وقتها أن تقف بجانب الألمان خوفاً من فوز هتلر في الحرب». وتابع قائلاً: «كجزء من ذلك التحالف، كانت هناك اعتبارات لا بد للحكومة الإيطالية أن تتبعها، منها سن قوانين ضد اليهود».
برلوسكوني الذي يستعد لخوض الانتخابات العامة الشهر المقبل، وبالتالي العودة الى الحياة السياسية، أضاف في سياق الحديث نفسه أن ايطاليا «لا تتحمل المسؤولية نفسها التي تتحملها المانيا» في هذا المجال.
وقد اثارت تصريحات برلوسكوني هذه سخطاً واسعاً في إيطاليا وأوروبا، وخصوصاً في اوساط الوسط واليسار، إذ قال داريو فرانشيشيني، زعيم الحزب الديموقراطي، والمتقدم في استطلاعات الرأي، في تغريدة على موقع «تويتر» إن «تصريحات برلوسكوني مخزية، وتعدّ إهانة للتاريخ وللذاكرة. عليه الاعتذار للشعب الايطالي اليوم قبل الغد». اما ديبورا سيراشياني، العضو اليسارية في البرلمان الاوروبي، فقالت «إنه لمن المقرف أن يقوم برلوسكوني بإعادة إحياء الديكتاتور الذي جرّ ايطاليا الى الحرب العالمية الثانية، وان يختار يوم ذكرى المحرقة ليفعل ذلك».
وقد اتهم خصوم برلوسكوني السياسيين الرئيس السابق بأنه هدف من خلال تصرحياته تحريك الشعور القومي لدى الناخبين بغية حشد أصوات أكثر لمصلحته في الانتخابات المقبلة.
وبعد ساعات قليلة على إطلاقه تصريحه، سارع برلوسكوني للتوضيح عبر وكالة انباء «لا برس» الايطالية التي نقلت عنه قوله إن «كل تحليلاته المتعلقة بالأحداث التاريخية مبنية دائماً على شجب الديكتاتورية».
قصة برلوسكوني مع موسيليني وتصريحاته المثيرة للجدل في رأيه بالقائد الفاشي السابق، تعود الى عام 2010 عندما أعلن في قمّة دولية في باريس أنه «يقرأ يوميات موسوليني» وأن «موسوليني لم يقتل أحداً».
(الأخبار)