دعا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن طهران الى استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي حسبما نشرت الصحف الألمانية أمس، تزامناً مع بدء بايدن جولة أوروبية. وفي تصريح إلى صحيفة «زود دويتشه» الألمانية، قال بايدن، عقب وصوله أمس الى برلين مفتتحاً جولة أوروبية ستقوده حتى الثلاثاء الى فرنسا وبريطانيا، «نعتقد أن هناك متسعاً من الوقت وهامشاً للدبلوماسية إضافة الى ضغط اقتصادي». وأضاف أن «النافذة لن تبقى مفتوحة الى ما لا نهاية»، محذّراً طهران من أن زمن الدبلوماسية لن يدوم. وجدد التأكيد أن الولايات المتحدة ستمنع إيران من امتلاك السلاح الذري. وفي ندوة صحافية أمس، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيللي إنه ينوي لقاء نظيره الإيراني علي أكبر صالحي نهاية الاسبوع في ميونيخ (جنوب) على هامش مؤتمر الأمن. ودعا طهران الى الموافقة على دعوة بايدن الى الحوار.
وقال فسترفيللي، بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون، «إن (بايدن) مدّ يده الى الحكومة الإيرانية وندعو الحكومة الإيرانية الى الاستجابة لهذا العرض». وأعربت أشتون عن الأمل باستئناف تلك المفاوضات «قريباً جداً».
وفي السياق نفسه، قالت وزيرة الخارجية الأميركية المنتهية ولايتها، هيلاري كلينتون، إن نافذة الحوار مع إيران حول برنامجها النووي لا يمكن أن تظل مفتوحة «لفترة طويلة جداً من دون أن تحدد أي مهلة زمنية». وأضافت، عشية مغادرتها مقر الوزارة وانتهاء ولايتها كوزيرة للخارجية، «سيقررون الحضور أو عدم الحضور على أساس حساباتهم الداخلية. لديهم انتخابات مقبلة في حزيران، ويتبارى الناس ليروا من سيرشحه المرشد الأعلى (علي خامنئي) ليكون الرئيس المقبل».
في المقابل، تمنّى وزير الخارجية الإيراني «النجاح» لوزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري، معرباً عن الأمل بأن «يغيّر شيئاً في نهج السياسة الأميركية المعادية لإيران». وقال صالحي لوكالة «أنباء فارس» إن «جون كيري شخصية بارزة في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ويقال إنه مطّلع جيداً على التطورات الحالية في الشرق الأوسط».
وأعرب عن «الأمل بأن يتمكن من تغيير شيء في نهج سياسة الحكومة الاميركية المعادية لإيران»، مضيفاً «وعلى كل حال أتمنى... له النجاح في هذه المهمة الصعبة».
ورأى صالحي أنه يجب انتظار «بقية التعيينات في الحكومة الاميركية لنرى ما إذا كان الرئيس باراك أوباما... يريد الوفاء بوعوده وتغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة السياسة العدائية تجاه الشعب الإيراني».
من جهة أخرى، عبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، عن تشكّكها في أن يسفر تأليف الأرجنتين وإيران «لجنة الحقيقة» لكشف ملابسات تفجير مركز الجالية اليهودية في بوينس آيرس عام 1994 عن تقديم المسؤولين إلى العدالة.
وكان القضاء الأرجنتيني قد خلص الى أن إيران وراء الهجوم الذي وقع على المركز اليهودي وأدى إلى مقتل 85 شخصاً.
وينتظر اتفاق تأليف اللجنة الذي أُعلن أوائل الاسبوع موافقة الكونغرس الأرجنتيني. وهو يسمح للمسؤولين الأرجنتينيين باستجواب مشتبه فيهم في إيران لا في دولة ثالثة كما اقترحت الارجنتين من قبل.
(أ ف ب، رويترز)