أقدم انتحاري يشتبه في انتمائه الى مجموعة يسارية محظورة أمس على تفجير نفسه أمام السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة، ما ادى الى مقتل حارس تركي واصابة عدد من الاشخاص بجراح، حسبما أفاد مسؤولون.وألحق الانفجار أضراراً في المباني المجاورة في حي تشانكايا في العاصمة، حيث توجد مؤسسات رسمية وسفارات اخرى.
وقال وزير الداخلية التركي، معمر غولر، «فقدنا أحد الحراس الثلاثة على المدخل فيما نجا الآخران واصيبا بجروح»، مضيفاً ان صحافية كذلك أُصيبت بجراح خطيرة. وكشفت سلطات الأمن فوراً عن هوية الانتحاري، وقالت إنه أجويت شانلي وينتمي لمنظمة يسارية تدعى جبهة حزب «التحرير الشعبي الثوري»، وكان قد خرج من السجن مؤخراً.
وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردغان إن الهجوم يستهدف الأمن والاستقرار في البلاد. وتابع «سنبقى شامخين وسنقف معا.. لنتجاوز تلك» الأحداث.
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فكتوريا نولاند، المعلومات في بيان، قائلة «يمكننا أن نؤكد حصول تفجير إرهابي على حاجز في محيط مجمع سفارتنا في أنقرة، تركيا، عند الساعة 01,13 بعد الظهر بالتوقيت المحلي». وتابعت «اننا نتعاون بشكل وثيق مع الشرطة التركية من أجل تقييم كامل للضرر والاصابات ولفتح تحقيق. سنشاطر المزيد من المعلومات عند توافرها».
بدوره، تعهد السفير الأميركي، فرانسيس ريتشاردوني، العمل مع تركيا لمكافحة الارهاب بعد الهجوم، مؤكداً مقتل الحارس التركي وان «المجمع آمن». واضاف «سنواصل مكافحة الإرهاب معاً، وبعد حادث اليوم اتّضح اننا نعاني من مشكلة الارهاب المروعة نفسها». وتابع «اننا مصممون على مزيد من التعاون حتى نتخلص من هذه المشكلة».
وطوقت الشرطة المنطقة التي تشمل السفارات، فيما حلقت مروحية للشرطة فوق المنطقة وتمركزت دورية مسلحة للمارينز على سطح السفارة.
في هذا الوقت، دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في بيان «بأقسى العبارات»، الهجوم، معربا عن «التضامن مع السلطات الأميركية والتركية».
ويشكل التفجير، الذي وقع قرب حاجز أمني قرب مدخل السفارة المحصنة في منطقة راقية في العاصمة التركية، الهجوم الأخير من سلسلة استهدفت الممثليات الدبلوماسية الأميركية في العالم الاسلامي. وأشارت المعلومات الصحافية إلى أهمية التوقيت الزمني للهجوم الانتحاري، بعد أيام من المعلومات التي وزعتها أجهزة المخابرات التركية على جميع المرافق والأجهزة الأمنية وتضمنت أسماء خمسة عشرة من أعضاء المنظمة اليسارية وقيل إنهم يخططون للقيام بأعمال انتحارية أو هجمات مسلحة ضد المرافق والمؤسسات الحكومية. وجاءت هذه المعلومات بعد حملة الاعتقالات التي استهدفت حوالي 100 من عناصر المنظمة المذكورة أواسط الشهر الماضي ومن بين هؤلاء 9 من المحامين الذين يدافعون عن المعتقلين من عناصر المنظمة المذكورة. وكان من بين هؤلاء المحامين أيضاً رئيس جمعية الحقوقيين المعاصرين، سلجوق كوز أغاجلي، الذي تم اعتقاله فور عودته من زيارته لسوريا أواسط الشهر الماضي .
وجرى تفجير يوم أمس مع انتهاء ولاية وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وبعد أسبوع على إعلان حلف شمالي الأطلسي عن تشغيل بطارية لصواريخ باتريوت الاميركية على حدود تركيا مع سوريا التي تشهد أزمة مسلحة. كما يأتي هجوم يوم أمس، فيما تجري الحكومة التركية مفاوضات مع قادة حزب العمال الكردستاني المحظور للتوصل الى حل للنزاع الكردي المستمر منذ ثلاثة عقود في البلاد. وأدى تمرد الأكراد الذين يطالبون بحكم ذاتي في شمال شرق البلاد الى مقتل 45 الف شخص منذ انطلاقه في 1984 غالبيتهم من الاكراد.
(الأخبار، أ ف ب)