أعلنت فرنسا، أمس، أنّ من الممكن أن تنسحب قواتها من مدينة تمبكتو في وقت قريب بعد أقل من اسبوع على دخول المدينة، فيما عاد الحديث عن دور «الحليف» قطر في تمويل المجموعات المسلحة في شمال مالي.وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن انسحاباً عسكرياً فرنسياً من تمبكتو في مالي «يمكن أن يحصل في وقت سريع جداً»، لكن دون القول ما إذا كانت القوات المتوافرة يمكن أن تشارك في هجوم بري بشمال البلاد.
ورداً على سؤال من اذاعة «فرانس انتر» عمّا اذا كانت الضربات الجوية في نهاية الاسبوع على منطقة كيدال تهدف إلى اضعاف الخصم قبل شن هجوم بري، قال فابيوس: «الهدف هو تدمير قواعدهم الخلفية ومخازنهم». ولم يردّ الوزير على سؤال عن هجوم بري محتمل. وأضاف: «في المدن التي نسيطر عليها، نرغب أن تحل مكاننا سريعاً القوات الافريقية» التي أجازت الأمم المتحدة بها.
من جهة اخرى، اعلن الوزير الفرنسي المكلف التنمية، باسكال كانفانان، أن فرنسا ستستأنف تدريجاً مساعدتها الحكومية لمالي المجمدة منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في 22 آذار الماضي. وأضاف كانفانان أن «المساعدة الحكومية للتنمية ستستأنف تدريجاً اعتباراً من لحظة تحقق الشروط، اي وضع خريطة طريق ستؤدي إلى انتخابات في تموز المقبل».
وأضاف كانفانان أن «المساعدة الحكومية للتنمية ستستأنف في اطار اوروبي»، موضحاً أن «الامر يتعلق في مرحلة أولى بـ150 مليون يورو جرى تجميدها بعد الانقلاب» الذي اطاح الرئيس امامدو توماني توري. وتابع قائلاً إن الاتحاد الاوروبي قرر ايضاً استئناف مساعدته التي اعلنها بقيمة 500 مليون يورو.
وأكد كانفان أن «استئناف هذه المساعدة سيكون تدريجياً ومرتبطاً بخريطة الطريق. الإفراج عن اموال المساعدات الانسانية والتنموية سيكون تبعاً للتقدم الذي يتحقق في خريطة الطريق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب في شمال مالي». وقال الوزير الفرنسي إن «هدفنا هو وضع لائحة بالمسائل الرئيسية العاجلة مثل إعادة المياه والكهرباء إلى تمبكتو والخدمات الصحية. نريد نتائج بسرعة، وهي مسألة اسابيع». وأشار إلى اجتماع سيعقد اليوم الثلاثاء في بروكسل بحضور وزير الخارجية المالي تيمان كوليبالي «للتحدث في قضايا تنموية».
في إطار آخر، عاد الحديث في فرنسا عن دور «الحليف» قطر في دعم الجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي. وندد زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي هارلم ديزير الأحد بوجود «نوع من التساهل» لدى قطر «إزاء مجموعات إرهابية كانت تحتل شمال مالي»، وطالب المسؤولين القطريين بتقديم «ايضاح سياسي» ازاء هذه المسألة. واشار ديزير الى «تصريحات سياسية ادلى بها عدد من المسؤولين القطريين تنتقد التدخل الفرنسي» في مالي.
واضاف ديزير، في برنامج اسبوعي على اذاعة «راديو جي» التابعة للطائفة اليهودية في فرنسا: «انه تصرف غير متعاون، ونوع من التساهل إزاء مجموعات ارهابية كانت تحتل شمال مالي، وهو امر غير طبيعي من قبل قطر». وتابع: «لا بد من إيضاح سياسي من قبل قطر التي نفت على الدوام مشاركتها في أي تمويل لاي مجموعة ارهابية، ويجب أن تتصرف على المستوى الدبلوماسي بشكل أكثر حزماً إزاء هذه المجموعات التي تهدد الأمن في منطقة الساحل» الأفريقي.
إلى ذلك، عزز الجيش الجزائري وجوده على الحدود مع مالي المغلقة منذ بدء الحرب في الشمال لمنع تسلل الإسلاميين المسلحين. واكد النائب عن ولاية تمنراست الحدودية مع مالي. محمد بابا علي أن «الجيش منتشر منذ مدة في المنطقة، لكن وصلت تعزيزات منذ بداية الحرب» في مالي. وتابع قائلاً إن «الأمر يتعلق بمنع تسلل المجموعات الإرهابية نحو الجزائر، لأنه لولا هذه التعزيزات لتسلل الإرهابيون من شمال مالي».
(الأخبار، أ ف ب)