بالتزامن مع دخول العقوبات الأميركية على النفط الإيراني حيّز التنفيذ، أمس، تلقّف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التصريحات الأميركية الداعية إلى الحوار مع إيران حول ملفها النووي، بالترحاب، معتبراً أن ما قاله نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن استعداد واشنطن للحوار مع طهران أمر إيجابيّ. بيد أن نجاد أعرب في الوقت نفسه عن أمله بأن يرافق التصريحات تغيير في السلوك الأميركي تجاه إيران.وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن الرئيس نجاد، خلال اجتماعه مع مجموعة من الإعلاميين والكتاب المصريين على هامش زيارته للقاهرة، أكد أن إيران ستدرس المقترح الأميركي بجدية إذا ما لمست تغييراً إيجابياً ملحوظاً في السلوك الأميركي تجاهها.
في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، العقوبات الأميركية الجديدة على القطاع النفطي الإيراني بأنها سلسلة من الإجراءات المعادية. وقال، خلال اجتماع بشأن الأمن القومي والسياسة الخارجية في معرض «إنجازات النظام الإسلامي في ضوء الدستور» في طهران، «إن العقوبات التي تبدأ حيز التنفيذ من تاريخ 6 شباط تمنع الدول التي تشتري النفط الايراني من دفع المستحقات نقداً، وبإمكانها فقط تقديم سلع مقابل النفط».
من جهة ثانية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، أمس، أن موسكو تأمل تحقيق «تقدم مهم» في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي ستُستأنف في 25 شباط بين إيران والقوى العظمى في كازاخستان.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» عن ريابكوف قوله «لا نزال في الوقت الحاضر عند النقطة نفسها التي كنا عليها في حزيران الماضي. أضعنا الكثير من الوقت».
داخلياً، أعلنت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أنه تم إطلاق سراح المدعي العام الإيراني السابق سعيد مرتضوي، أمس، بعد يومين من احتجازه. واعتقل مرتضوي بعد قليل من اتهام حليفه السياسي، الرئيس نجاد، عائلة رئيس البرلمان، علي لاريجاني، علناً بمحاولة استخدام سطوتها لتحقيق مكاسب مالية.
ولم تقدم النيابة أي سبب لاعتقال مرتضوي، لكن توقيت الاعتقال يشير إلى أنه يرتبط باتهامات الفساد المنسوبة لعائلة لاريجاني، كما أن الواقعة تمثل أحدث إشارة على أن نجاد فقد تأييد المرشد علي خامنئي.
إلى ذلك، أصدرت وزارة الأمن الإيرانية بياناً أعلنت فيه اعتقال عدد آخر من الشبكة المرتبطة مع هيئة الإذاعة البريطانية، كما كشفت عن تفاصيل جديدة عن هذه الشبكة. وأوضحت أنه «مع استمرار الملاحقة القضائية والتحقيقات مع عناصر هذه الشبكة المرتبطة مع جهاز الحرب النفسية للحكومة البريطانية المعروفة باسم bbc ومنذ صدور البيان السابق للوزارة في 30 كانون الثاني الماضي، فقد تم اعتقال واستدعاء عدد آخر من أعضاء الشبكة، وستتواصل التحقيقات مع جميع المرتبطين بهذه الشبكة. وأشارت وزارة الأمن إلى أن مهمات هذه الشبكة تتوزع على جمع وإرسال الأخبار وتسلّم توجيهات العمل، وإعادة نشر التحليلات والتوجيهات المعدّة من قبل أعضاء الشبكة في الخارج، في وسائل الإعلام المتناغمة معهم.
(أ ف ب، رويترز، مهر)