تماهى الرئيس الايراني محمود أحمد نجاد مع موقف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، في موضوع رفض المفاوضات المباشرة مع واشنطن، رغم أنه كان قبل يوم واحد قد رحّب بالحوار مع الولايات المتحدة، ففيما أكد خامنئي أمس أنه لا معنى لمفاوضات تقترن بتهديدات وضغوط وسوء نوايا، رأى نجاد خلال وقت لاحق، أن «السبب في رفض المقترح الأمیركي لإجراء مفاوضات مباشرة حول الموضوع النووي الإیراني یعود الى ممارسة الضغط من قبل الجانب الآخر، ما یجعل مثل هذا الحوار المترافق مع الضغط لا معنى له». وأضاف نجاد، خلال مؤتمر صحافي عقده مع ممثلي وكالات الأنباء ووسائل الاعلام العالمیة والمصریة في القاهرة، «إن الحوار ینبغي أن یقوم على التفاهم، ولا معنى لحوار یقترحه من یمسك العصا بیده». الأمر نفسه عبّر عنه خامنئي خلال استقباله قادة ومنتسبي القوة الجوية للجيش الايراني، قائلاً «إن المسؤولين الأميركيين الجدد يعاودون طرح قضية المفاوضات ويقولون إن الكرة في ملعب ايران؛ بل الكرة الآن في ملعبكم، وعليكم ان تقولوا ماذا تعني الدعوة إلى مفاوضات مقترنة بتهديدات وضغوط ومن دون إبداء أي نوايا حسنة؟».
وإذ رأى خامنئي أن «بعض الأشخاص السذج تعجبهم فكرة التفاوض مع أميركا»، أكد أن «المفاوضات لن تحل المشاكل». وأشار إلى أن «فشل سياسات الادارة الأميركية‌ في الشرق الأوسط هو الذي دفعهم الى التأكيد على إجراء المفاوضات. إن أميركا تحاول استخدام ايران عبر جرها إلى المفاوضات كورقة رابحة لتعويض هزائمها السياسية في المنطقة، ولتصور للعالم أن لديها نوايا حسنة». وتابع المرشد الإيراني: «انا رجل ثوري ولست دبلوماسياً، وأقول كلمتي بصراحة وصدق وحزم، إن الضغوط والعملية التفاوضية لا تجتمعان معاً، ولا بد لكم (اميركا) من ابداء حسن النية».
وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أعلن هذا الاسبوع أنهم «مستعدون لاجراء مفاوضات مباشرة مع ايران بشأن البرنامج النووي»، لكن السلطات الأميركية فرضت اعتباراً من يوم أول من أمس، حظراً على موارد النفط الايرانية.
من ناحية ثانية، أمر خامنئي المسؤولين بالكف عن العراك بعد أيام من خروج معركة حامية بين الرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني، في الأسابيع القليلة الماضية على الرغم من تكرار خامنئي الدعوات الى الوحدة قبل انتخابات الرئاسة التي تُجرى في حزيران المقبل. وقال «يجب أن يضع المسؤولون في اعتبارهم المصلحة الوطنية، وأن ينحّوا مشاحناتهم جانباً».
إلى ذلك، عرض التلفزيون الايراني الرسمي صور فيديو قال انها مأخوذة من طائرة من دون طيار (من طراز ار كيو-170 سنتنيل) تابعة لوكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي اي ايه) استولت عليها داخل اجواء ايران في كانون الاول 2011.
وقال رئيس قسم الطيران والفضاء في الحرس الثوري الجنرال أمير علي حجيزاده، إنه «عن طريق فك شيفرة البيانات المأخوذة من الطائرة توصلنا الى أن الطائرة قامت بالعديد من الطلعات في الدول المجاورة لايران».
(إرنا، فارس، أ ف ب، رويترز)