في أول ظهور له بعد إعلان استقالته المفاجئة، أكد البابا بنديكتوس السادس عشر أنه اتخذ هذا القرار «من أجل خير الكنيسة»، في حين أعلن الفاتيكان أن مجمع الكرادلة لانتخاب حبر أعظم جديد سينعقد اعتباراً من 15 آذار.ووسط تصفيق آلاف المؤمنين الذين حضروا إلى الفاتيكان في «أربعاء الرماد»، الذي يرمز إلى بداية الصوم، وعلى وقع هتاف المصلين «بينيديتو» وهو اسمه بالإيطالية، قال البابا الذي بدا متعباً، إنه اتخذ قراره «من أجل خير الكنيسة»، مؤكداً أنه استقال بملء إرادته بسبب ضعف قواه الجسدية.
وشدد البابا على أنه يدرك تماماً خطورة قراره، لكنه يدرك في الوقت نفسه الوهن الذي دبّ في جسده وروحه. وعبّر عن ثقته بأن الكنيسة ستدعمه بالدعاء وأن السيد المسيح سيظل هادياً لها. وأكد أنه «يعلم مدى وقع استقالته، وقراره جاء بعد صلوات كثيرة وعملية فحص ضمير، وهذا القرار جاء بسبب الضعف الجسدي الذي أواجهه لناحية ضغط العمر». وقال: «أنا على ثقة بأن الكنيسة ستساندني في قراري من خلال الصلوات والمسيح سيقود طريقي»، متمنياً أن يكون البابا الجديد عند حسن ظن الكنيسة. وأضاف، وسط تصفيق حوالى 3500 من المؤمنين الذين حضروا الى قاعة بولس السادس في الفاتيكان وحملوا لافتة كبرى كتب عليها «شكراً لقداستك»، «أشكركم على محبتكم وصلواتكم التي واكبتموني بها في هذه الأيام الماضية التي لم تكن سهلة». وتابع «استمروا في الصلاة من أجلي وللكنيسة وللبابا المقبل».
واحتراماً للبابا المستقيل، ومن أجل استيعاب الحشود الكبرى المنتظرة لإلقاء التحية على البابا، نقل قداس «أربعاء الرماد» إلى كاتدرائية القديس بطرس بدلاً من مكانه الاعتيادي في كنيسة القديسة سابين في روما.
ومن المقرر أن يعقد البابا اليوم اجتماعه السنوي مع أساقفة روما، كما سيلتقي رؤساء غواتيمالا ورومانيا كما هو مقرر، على أن يكون اللقاء العام الأخير مع المؤمنين في 27 شباط حيث سيودع الناس في ساحة القديس بطرس قبل أن يغادر إلى دير ضمن حرم الفاتيكان.
وبعد القداس، أعلن المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي أن مجمع الكرادلة لانتخاب البابا الجديد سيعقد اعتباراً من 15 آذار المقبل. وقال لومباردي، في مؤتمر صحافي، إن «بدء المجمع لا يمكن أن يتم قبل 15 آذار. نتوقع أن ينعقد المجمع اعتباراً من 15، 16، 17، 18، أو 19» آذار، في إشارة إلى الدستور الرسولي الذي ينص على مهلة 15 إلى 20 يوماً للدعوة إلى انعقاد مجمع الكرادلة بعد وفاة أو استقالة البابا. وأضاف «لكن القرار المتعلق بالموعد هو من اختصاص الكرادلة الذين سيعقدون اجتماعات» في الفاتكيان غداة مغادرة البابا.
من جهة أخرى، أوضح الكاردينال بيتر ابياه توركسون من غانا، الذي يجري التداول باسمه مع كاردينال أفريقي آخر لتولّي سدة الباوبوية، أن العالم قد يكون أصبح مستعداً لحبر أعظم من أصل أفريقي. وأضاف، في مقابلة صحافية نشرت أمس، «فلتكن مشيئة الله»، مضيفاً أن «الكنيسة لديها مؤمنون في كل مكان، وأفريقيا بالتأكيد قارة مهمة بالنسبة إلى الكاثوليكية، لكن كذلك هي الحال بالنسبة إلى آسيا على سبيل المثال».
(أ ف ب، رويترز)