عشيّة استئناف المفاوضات النووية بين طهران ومجموعة «5 + 1»، التي تجرى اليوم في عاصمة كازاخستان السابقة ألمآتا، بشّر الأوروبيون بعرض جيد لإيران، التي اختتمت أمس المرحلة الأخیرة من مناورات «الرسول الأعظم 8» للقوات البریة لحرس الثورة في المنطقة العامة التابعة لمحافظة كرمان (جنوب شرق إیران). وعشية استئناف المفاوصات بين «5 + 1» (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا) وإيران، في المآتا (كازاخستان)، قال مايكل مان، المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، «لقد أعددنا عرضاً جيداً محدّثاً، نعتقد أنه متوازن ويشكل قاعدة عادلة لمباحثات بناءة» من أجل تقديمه لإيران في المفاوضات.
وأضاف مان إن العرض الجديد لمجموعة «5 + 1» يفترض أن يسمح بتقديم إجابات عن «المخاوف الدولية حيال الطابع السلمي البحت لبرنامج إيران النووي، لكنه يستجيب في الوقت نفسه للأفكار التي طرحتها طهران». وتابع: «نأمل أن تغتنم إيران هذه الفرصة عبر التحلي بالمرونة» بما يسمح بـ«تحقيق خطوات ملموسة» في المفاوضات.
لكن، بحسب مصدر مقرّب من المفاوضين في «5 + 1»، فإن القوى الكبرى لا تزال تشدد على شروطها التي عرضتها في بغداد في بداية 2012، أي على وقف إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وإقفال موقع التخصيب في فوردو الكائن تحت الأرض قرب مدينة قم، والذي يصعب تدميره، وإرسال مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة والمنتج حتى الآن الى الخارج.
وأضاف هذا المصدر، رافضاً الكشف عن هويته، إن «ذلك لا يزال يشكل أساس مطالب مجموعة 5 + 1». وأوضح دبلوماسي غربي مقرب من المفاوضات أن «القوى الكبرى ستبحث في رفع بعض العقوبات مقابل تنازلات من جانب إيران».
وستكون الجولة الجديدة من المحادثات هي الرابعة بعد فشل مفاوضات سابقة عقدت في اسطنبول وبغداد وموسكو.
ويشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في المحادثات في أول رحلة خارجية له بعد توليه منصبه.
في هذه الأثناء، اختتم الحرس الثوري الإيراني الجزء الثالث من المرحلة الأخیرة من المناورات التي بدأت السبت الماضي في محافظة كرمان (جنوب شرق إیران)، حيث شن هجوماً كاسحاً بالدبابات علی مواقع العدو الوهمي وأطلق النیران الكثیفة وقام بالاستیلاء علی المناطق المحددة سلفاً.
واستخدمت القوات البریة لحرس الثورة صواریخ «توسن» و«تندر» المضادة للدبابات وناقلات الجند، والكاتیوشا المضادة للمروحیات والقذائف الجدیدة للدبابات والمضادات الجویة وقذائف المدفعیة عیار 20 و23 و30 ملیمتراً وأنواع الطائرات الاستطلاعیة والقتالیة من دون طیار. وبإمكان الصاروخ «تندر» إصابة الهدف على مسافة 4 كيلومترات، فيما يستطيع الصاروخ «توسن» إصابة الهدف على مسافة 4،5 كيلومترات.
في غضون ذلك، أعلن نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد حسین باقري، أمس، أن حرس الثورة الإسلامیة وجیش الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة سیجریان مناورة مشتركة خلال العام الإیراني المقبل (یبدأ في 21 آذار).
من جهة ثانية، أعلن قائد القوة البحرية للجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري، وصول الأسطول البحري الإيراني المكون من 24 سفينة حربية اليوم الى جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي. وقال سياري إن «مهمة الأسطول البحري الإيراني تقتصر على دعم الاستقرار في المنطقة وتبعث برسالة سلام ومحبة الى كل دول العالم». وأضاف قائد القوة البحرية الإيرانية إن السفن الحربية الـ 24 ستخوض تجربة إبحار جديدة في المياه الحرة لجنوب شرق آسيا عقب خوضها تجربة مماثلة في شمال المحيط الهندي وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس.
الى ذلك، قال محافظ البنك المركزي الإيراني، في تصريحات نشرت أمس، إن التضخم سيواصل الارتفاع وقد يتجاوز 30 في المئة في الأسابيع المقبلة، إذ تؤدي العقوبات إلى نقص السلع جراء تخزينها من جانب المستهلكين القلقين.
ونقلت وكالة الطلبة للأنباء الإيرانية عن محمود بهمني، قوله خلال مؤتمر عن السياسة النقدية «أدى انخفاض إمدادات بعض السلع والتأثير النفسي للقلق إزاء الحصول عليها إلى تضخم». وأشار بهمني إلى أن التضخم بلغ 28.7 في المئة في منتصف كانون الثاني، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 29.8 في المئة في منتصف شباط. وتابع إن من المتوقع أن يرتفع إلى ما بين 30.7 و31.5 في المئة في نهاية السنة الفارسية في 19 آذار.
(أ ف ب، مهر، إرنا، رويترز)