رغم الاقتراحات المتبادلة بين طهران ومجموعة الدول الست المعنية بحل الأزمة النووية، لم تنته أمس المفاوضات بين الطرفين في مدينة آلما أتا الكازاخستانية، فأُرجئت الجولة الثانية منها الى اليوم. وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن الجولة الأولى من المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» (تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، اختتمت عصر أمس، وتقرر عقد الجولة الثانية اليوم الاربعاء. وكانت المفاوضات قد بدأت أمس، حيث ترأس الوفد الإيراني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، فيما ترأست مجموعة «5+1» مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون.
وكان مصدر مقرب من الوفد الايراني المشارك في الجولة الثامنة من المفاوضات النووية بين الطرفين قال لوكالة «أنباء فارس» الإيرانية، إن الوفد الايراني سيتقدم بمقترح جديد يشمل خيارات شاملة حول البرنامج النووي الإيراني، موضحاً أن «أسباب تقديم المقترح الجديد يكمن في التحقق من مدى مصداقية الدول الأوروبية من التوجس حيال الملف النووي الإيراني، أو إذا ما كانت المخاوف المزعومة حيال النشاطات النووية السلمية مجرد أداة لابتزاز الجانب الايراني».
ورأى هذا المصدر المطلع أن المقترح الجديد يمثّل في إطاره العام نسخة شبيهة ومستحدثة لمقترح إيران الذي قدمته في مفاوضات موسكو، قائلاً إن إيران حافظت في المقترح على مبادئها التفاوضية.
وقال مصدر آخر قريب من فريق المفاوضين الايرانيين «لقد جهزنا عرضنا الخاص الذي يتضمن عدة خيارات. وبحسب العرض الذي ستقدمه مجموعة 5+1، سنعرض عليهم أحد هذه الخيارات. وسيكون (عرضنا) على قدر عرضهم». وأكد المصدر أن «من غير الوارد إغلاق موقع فوردو أو إرسال مخزوننا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة الى الخارج. في المقابل، يمكن أن نفكر في وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة مقابل رفع كافة العقوبات الدولية، وخصوصاً عقوبات مجلس الأمن» الدولي.
في المقابل، كشف مصدر في مجموعة «5+1» أن المجموعة تعد في عرضها المحدث بـ«تخفيف عدد من العقوبات على تجارة الذهب وعلى الصناعة البتروكيميائية وبعض العقوبات المصرفية». وقال إن «العرض الجديد يكرّر المطلب المعلن في لقاء بغداد في مطلع 2012 ومفاده «وقف التخصيب الى نسبة 20 في المئة وإغلاق موقع فوردو (المبني في جوف جبل ويصعب تدميره) وإرسال مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20في المئة» الى الخارج.
وبعيد انطلاق المفاوضات، أقرّ مايكل مان المتحدث باسم أشتون، بأن «أحداً لا يتوقع مغادرة آلما أتا مع اتفاق في الجيب»، مشدداً على أن لقاءات آلما أتا تندرج ضمن «مسار تفاوضي».
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن أمله بأن تتوصل القوى الكبرى وإيران الى حل دبلوماسي. وقال عقب اجتماع مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيلي، في برلين، «يوجد مسار دبلوماسي» لحل الأزمة، معتبراً أنه «سيكون من الخطأ أن أقول شيئاً عن ديناميكية تلك المحادثات بينما هي جارية».
في السياق، اعتبر رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في البرلمان الاسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي غير كافية، داعياً الى «مزيد من التدابير الملموسة».
من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية الايراني السابق منوشهر متكي عن عزمه الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضح متكي، في رسالة وجهها إلى الشعب الإيراني، ترشحه لخوض المنافسة في الدورة الـ11 لانتخابات الرئاسة الإيرانية، المزمع عقدها في 14 حزيران المقبل. حسبما أفادت وكالة «فارس».
ويعتبر متكي أول شخص يعلن ترشحه رسمياً في البلاد، فيما يشترط على المرشحين الحصول على موافقة مجلس صيانة الدستور، ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات. يذكر أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أقال متكي من منصبه كوزير للخارجية في 2010.
(مهر، فارس، رويترز، أ ف ب)