شُغلت فنزويلا أمس في ترتيب إجراءات دفن الرئيس هوغو تشافيز في جو من الحزن والترقب ساد الشارع الفنزويلي، فيما توالت تصريحات الرثاء في الرئيس الراحل. وبانتظار التشييع بمراسم وطنية غداً الجمعة، عُرض جثمان تشافيز أمس للعامة في قاعة الاكاديمية العسكرية في كراكاس التي نقل إليها من المستشفى العسكري، في حين أعلن الحداد الوطني لمدة سبعة أيام وتعليق جميع النشاطات العامة والخاصة من الأربعاء الى الجمعة. وأوضح وزير الخارجية الفنزويلي، الياس خاوا، أن «تقبّل التعازي وتنظيم مراسم التشييع سيجريان في كنيسية الاكاديمية العسكرية أيام الاربعاء والخميس والجمعة»، ولكنه لم يوضح مكان دفن تشافيز. وأضاف خاو «عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة سوف ننظم المراسم الرسمية» في الاكاديمية العسكرية، شاكراً جميع رؤساء الدول الذين أعربوا عن نيتهم المشاركة في التشييع. وساد الحزن أمس المدن الفنزويلية، وتدفق المئات من مناصري تشافيز إلى أمام المستشفى العسكري حيث توفي الرئيس وهم يبكون ويرددون «نحن كلنا تشافيز» و«ليحيَ تشافيز»، فيما كان الجنود يحرسون المدخل الامامي.

كذلك هتف أنصار الرئيس الراحل «كلنا تشافيز! تشافيز حي، الكفاح مستمر!» وطالبوا بدفنه في مقبرة العظماء الوطنية التي تضم أضرحة أبطال البلاد التاريخيين. وبالتوازي مع مراسم الدفن، سيتحول الاهتمام في فنزويلا إلى إجراء انتخابات جديدة لاختيار خلف تشافيز. وأعلن خاوا أن الانتخابات الرئاسية ستنظم في خلال 30 يوماً بموجب التعليمات التي أصدرها تشافيز قبل رحيله، على أن يتسلم نائب الرئيس نيكولاس مادورو الرئاسة بالوكالة في الفترة الانتقالية حسب مشيئة تشافيز.
تولّي مادورو الرئاسة الانتقالية لن يكون مرحّباً به من المعارضة التي تطالب بأن يتولى رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو الفترة الانتقالية وليس نائب الرئيس. وتنص المادة 233 من دستور 1999 على أنه في حالة «الشغور المطلق لكرسي» الرئاسة، لا بد من تنظيم انتخابات رئاسية جديدة «في غضون الايام الـ30 التالية، على أن يتولى تلك المهمات بالإنابة رئيس الجمعية الوطنية».
من جهة ثانية، قدم قادة العالم التعازي إثر وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، وأشادت كل من روسيا والصين وإيران وسوريا بشريك أساسي في أميركا اللاتينية. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية تعزية أن تشافيز كان «رجلاً استثنائياً وقوياً يتطلع إلى المستقبل ومتطلباً إلى أقصى حد حيال نفسه على الدوام».
بدورها، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الصينية أن «الرئيس تشافيز كان زعيماً كبيراً في فنزويلا وصديقاً كبيراً للشعب الصيني، لقد ساهم بشكل كبير في إقامة علاقات صداقة مثمرة بين الصين وفنزويلا».
وأشاد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بتشافيز، واعتبره «شهيداً لأنه خدم شعبه وصان القيم الانسانية والثورية»، وأعلنت إيران أمس يوم حداد وطني. وأكد نجاد أن تشافيز توفي بسبب «مرض مريب». وقال، في برقية التعزية، «هوغو تشافيز اسم تعرفه كل الأمم... فاسمه تذكرة بالنزاهة والطيبة والشجاعة... والإخلاص والتفاني في خدمة الناس، لا سيما الفقراء ومن قاسوا من الاستعمار والإمبريالية». وذكرت وكالة «أنباء الجمهورية الإسلامية» أن نجاد قد يحضر الجنازة يوم الجمعة المقبل.
بدوره، رأى الرئيس السوري بشار الاسد أن وفاة تشافيز «خسارة كبرى لي شخصياً ولشعب سوريا». وقال الاسد، في برقية تعزية أرسلها إلى نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن «رحيل هذا القائد الفذ خسارة كبرى لي شخصياً ولشعب سوريا بمقدار ما هو خسارة كبرى لشعب فنزويلا الشقيقة ولشرفاء شعوب العالم وأحراره».
كذلك أعلنت الحكومة الكوبية أن تشافيز رافق أبا الثورة الكوبية فيدل كاسترو «مثل ابن حقيقي»، وأعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام على الحليف السياسي والاقتصادي الرئيسي للنظام الكوبي الشيوعي. وفي بيان تلي من خلال نشرة الاخبار المتلفزة، أعربت الحكومة الكوبية عن «تعازيها الصادقة» لفنزويلا، وأكدت الحكومة الكوبية أن «الثورة البوليفارية ستحظى بدعمنا المطلق وبدون أي قيود خلال هذه الايام الصعبة»، مؤكدة للحكومة الفنزويلية «دعمنا وتشجيعنا وإيماننا بالنصر».
(أ ف ب، رويترز)