قام وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان، أمس، بزيارة مفاجئة إلى شمال شرق مالي لتفقد وتشجيع قوات بلاده التي تواجه الاسلاميين، فيما ابدت روسيا استعدادها لبحث ارسال قوة حفظ سلام دولية إلى مالي. وبدأ لودريان، الذي سيبقى حتى اليوم في مالي، زيارته في جبال ايفوقاس قرب الحدود مع الجزائر، حيث تدور المعارك الاكثر حدة ضد الجهاديين المسلحين المرتبطين بالقاعدة، ثم زار لاحقاً غاو. وبعد غاو سيتوجه الوزير الفرنسي إلى باماكو، حيث يبقى حتى مساء اليوم ويلتقي الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري ورئيس الوزراء ديانغو سيسوكو.
وأعرب لودريان، في كلمة القاها امام نحو 250 جندياً كانوا يلقون النشيد الوطني الفرنسي معه، عن شعوره بالفخر لانه وزير دفاع لقوات تسلك مثل هذا السلوك. وأوضح لشبكة «فرانس-24» أن «العملية لم تنته بعد»، مذكراً بان الهدف هو استعادة مالي «سيادتها». وأضاف «بعد ذلك سننسحب تدريجياً لتسليم البعثة الافريقية المهمات تحت اشراف الامم المتحدة». وفي وقت سابق أمس، اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في باريس أن هدف الزيارة «توجيه رسالة فخر واعتزاز» إلى الجنود الفرنسيين.
من جهة اخرى، كشف وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، أن القوات الفرنسية ستبدأ بخفض عديدها اعتباراً من شهر نيسان المقبلة، موضحاً أن هذا لا يعني أن القوات ستغادر بين ليلة وضحاها، بل سيكون ذلك رهن ما يحصل على الارض.
من جانب آخر، أضاف فابيوس أن فحوص الحمض النووي الريبي اجريت على جثث اسلاميين قتلوا في مالي لتحديد ما اذا كان بينها فعلاً جثتا القياديين في تنظيم القاعدة عبد الحميد ابو زيد ومختار بلمختار.
في اطار متصل، أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في مؤتمر صحافي في وارسو، حيث كان يحضر مؤتمراً لزعماء بالمنطقة، أن الحملة العسكرية على متمردين اسلاميين في مالي أدت إلى مقتل «قيادات ارهابية»، من دون أن يوضح إن كان يشير إلى عبد الحميد ابو زيد ومختار بلمختار.
من جهة اخرى، أعلن رئيس اركان الجيش المالي، الجنرال ابراهيم ديمبيلي، أن «اكثر من 70% من العمل قد انجز» ضد الاسلاميين المسلحين المتحصنين في منطقة بين غاو وكيدال وتيساليت. وأضاف، للصحافيين خلال استقبال لودريان في غاو، «لكن المهمة لم تنته»، مشيراً إلى أنها ستستمر «إلى ما بعد الانسحاب التدريجي» للقوات المسلحة الفرنسية.
ميدانياً، اعلنت هيئة اركان الجيوش الفرنسية، أمس، أن اكثر من مئة مقاتل اسلامي قتلوا على ايدي القوات الفرنسية منذ بدء المعارك في منتصف شباط في وادي اميتيتاي (شمال شرق)، الذي استعاد الفرنسيون السيطرة عليه في الايام الماضية، لكن دون احتساب عدد ضحايا الضربات الجوية الذي من الصعب تحديده. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش، أن بلاده التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الحالي، مستعدة لبحث ارسال قوة حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية إلى مالي. وأشار للصحافيين إلى أن اصدار قرار قد يجري نهاية اذار قريباً عندما تجري روسيا مناقشات بشأن مالي ستشمل مناقشة «اعطاء العملية في ذلك البلد مكوناً من الأمم المتحدة».
(أ ف ب، رويترز)