استهل البابا فرانسيس الأول منصب البابوية أمس بخطاب يدعو فيه إلى الدفاع عن أضعف الفئات في المجتمع وعن البيئة وإلا فسيفتح الطريق للموت والهلاك، بينما تمنى عدد كبير من المؤمنين من بين عشرات الآلاف الذين حضروا القداس الاحتفالي، أن يقود «ثورة» في كنيسة «تكون أكثر قرباً من الشعب». وقال البابا، في عظته، إن رسالة الكنيسة «تعني احترام مخلوقات الرب واحترام البيئة التي نعيش فيها. إنها تعني حماية الناس وإظهار الاهتمام والرعاية لكل شخص، خاصة الأطفال والمسنين والمحتاجين الذين كثيراً ما يكونون آخر من نفكر فيهم».
وأضاف أنه كلما أخفق الإنسان في رعاية البيئة والآخرين «أصبح الطريق مفتوحاً للدمار وأصبحت القلوب أكثر قسوة».
وفي عظته، دعا البابا الجديد زعماء العالم إلى أن يكونوا «حماة بعضهم لبعض وللبيئة.. دعونا لا ننسى أن الكراهية والحسد والكبر تفسد حياتنا. لذلك عندما نكون حماة فإن هذا يعني حماية مشاعرنا.. وأن نحمي قلوبنا».
وفي اشارة أخرى إلى تخليه عن الرسميات، لم يستخدم البابا فرانسيس السيارة الواقية من الرصاص، التي كثيراً ما كان يستخدمها البابا السابق بنديكتوس السادس عشر، وهو يجوب ساحة القديس بطرس. الا أن عشرة من عناصر جهازه الأمني كانوا يحيطون عن كثب بالسيارة بينما كان البابا يحيي الجماهير مبتسماً.
وحضر مراسم تنصيب البابا 130 وفداً رسمياً ضم ستة ملوك ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز، وكذلك زعماء الكثير من الأديان، كما حضر ما بين 150 ألفاً و200 الف شخص.
وفي أحاديث أدلى بها بعض الذين حضروا القداس الاحتفالي في الفاتيكان لوكالة فرانس برس، قالت الأخت ماريا-لورد (37 عاما) من السلفادور «أشعر بتأثر شديد لوجودي هنا. يجب ان تكون حبرية البابا فرانسيس ثورة كبيرة للكنيسة، وأيضاً للفقراء في اميركا اللاتينية والعالم اجمع، وآمل حصول تجدد في الكنيسة».
من جهتها، قالت الشابة الايطالية جمايكا (18 عاما) التي اتت مع صديقها «انتظر منه ثورة مسيحية حقيقية تعيد صياغة القيم الحقيقية للكنيسة بما يتناسب مع التطورات الراهنة».
واعرب الكاهن الكولومبي رودريغو غراخاليس (31 عاما) عن الامل في ان «تكون الكنيسة مع البابا فرانسيس اكثر قرباً من الشعب والعالم الحديث».
ووسط الجموع، كان عدد من الاجانب يبيعون طوابع بريدية عليها صورة البابا فرانسيس. وما هو السعر؟ «كما تشاؤون»، يجيب هؤلاء ثم يتوارون بين الجموع.
وتسلم البابا شاراته الحبرية في ساحة القديس بطرس امام عشرات الاف الاشخاص اثناء القداس الاحتفالي الاول خلال حبريته.
ووضع الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران، على كتفيه الدرع التي يلبسها فوق البطرشيل، الدرع التي لبسها سلفه الذي اتخذ القرار التاريخي بالاستقالة بسبب وهن قواه الجسدية.
ثم وضع عميد مجمع الكرادلة الكاردينال الايطالي انجيلو سودانو، في يده اليمنى خاتم الصياد. ويشكل الدرع والخاتم رمزي السلطة الحبرية.
في غضون ذلك، أعلن البطريرك المسكوني للقسطنطينية برتلماوس الأول، الذي وصل أمس الى الفاتيكان لحضور تنصيب البابا، ان حضوره «القداس الاحتفالي للحبر الاعظم سابقة تاريخية».
وقال برتلماوس الاول لاحدى شبكات التلفزة التركية «حتى قبل الانقسام الكبير في 1054 (بين الكنيستين الشرقية والغربية)، لم يحضر بطريرك القسطنطينية تنصيب أحد البابوات».
في هذا الوقت، يشكل رد فعل الصين الغاضب على زيارة رئيس تايوان ما ينغ جو، الى روما للمشاركة في القداس الأول للبابا الجديد، المعضلة الدبلوماسية الأولى التي تواجه فرانسيس.
واحتجاجاً على مشاركة تايوان في القداس، رفضت بكين ارسال موفد واعترضت لدى الحكومة الايطالية على منح تأشيرة دخول الى رئيس تايوان.
(أ ف ب، رويترز)