نواكشوط | فشل مؤتمر نواكشوط الهادف إلى إعمار مالي في تحقيق ما يذكره، بالرغم من تفاؤل المشاركين فيه، الذين اكتفوا بضرورة العمل على تنظيم لقاءات دورية على مستويات مختلفة لتعميق التعاون بين بلدانهم وتقييم الحالة الامنية في منطقة الساحل والصحراء. المؤتمر، غير المحضر له اصلاً، حضره ممثلون عن الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ووزراء خارجية موريتانيا والجزائر وليبيا وعدد من دول غرب أفريقيا، درس سبل تعزيز التعاون الأمني وتنفيذ الخطة الأفريقية للسلام في منطقة الساحل والصحراء. ولخص مصدر دبلوماسي لـ«الأخبار» لقاء نواكشوط بالقول «يمكن اعتباره بكل صدق وقتاً ضائعاً للوفود المشاركة».
كذلك نقلت صحيفة «الطوارئ» الموريتانية عن مصدر دبلوماسي وصفته بالرفيع المستوى قوله إن اجتماع نواكشوط لم يكن ناجحاً رغم الجهود التي بذلت لتحقيق هذا الهدف. وأكد المصدر للصحيفة أن اللقاء لم تتمخض عنه اي قرارات على ارض الواقع وسميت وثيقته بـ«خلاصات نواكشوط»، وهو اسم يستعمل لاول مرة في اللغة الدبلوماسية.
وباتت دول «الايكواس»، التي بعثت خيرة الوية جيوشها في موقف لا تحسد عليه، وإن كانت تشاد هي اكثر الدول الخاسرة في هذه الحرب. الا أن دولاً اخرى فقدت العشرات من جنودها باتت قلقة من مجريات الاحداث وسط افتقار جنودها إلى الدعم العسكري لمواجهة الارهابيين.
ووسط بحث فرنسا عن مجير من المستنقع الافريقي، دعا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي انصاره في شمال إفريقيا إلى محاربة فرنسا، وعدم ترك الساحة «للعلمانيين». واكد بيان للقاعدة نشر امس على شبكة الانترنت أن «على الشباب المسلم في تونس وغيرها الا يخلي الساحة للعلمانيين وغيرهم من المتغربين، ليعيثوا في الأرض فساداً، بل الواجب على من قدر منهم أن يلزم ثغره ويجاهد عدو الله وعدوه بالحجة والبيان».
واعتبر البيان أن هذا الأمر «بات ميسوراً مع الثورات التي كان لها أثر محمود في تغيير الواقع وقلب الموازين، حيث أعطت مجالاً فسيحاً للدعوة إلى الله تعالى، وأعطت للمسلمين الملتزمين حيزاً أكبر، لممارسة شعائر الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل كان أكبر المستفيدين منها هم أصحاب المشروع الإسلامي». ووسط معاناة ابناء الشمال المالي من الحرب الفرنسية المتواصلة، اطلق عدد من الشخصيات السياسية والعلمية في موريتانيا أمس مبادرة سياسية لدعم الأزواديين في مواجهة بطش المجموعات الزنجية والقوات الأفريقية والقوات الفرنسية، التي اتهموها برعاية الإرهاب مع مشاركة جوية أميركية في الحرب الجارية حالياً.
وأكدت المبادرة، التي ترأسها الدبلوماسي السابق والزعيم السياسي أحمدو ولد حنن، أن هدفها بالأساس هو مساعدة الشعب الأزوادي في محنته الحالية عبر جمع التبرعات للاجئين الأزواديين في موريتانيا والتحرك على المستويين الداخلي والخارجي لوقف الانتهاكات ضدهم.
وفي اطار متصل باللاجئين الماليين، اكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة، اتارين كوزان، أن الشعب المالي يستمر في مواجهة عواقب النزوح الكثيف للسكان الذين هم بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية. وأشارت إلى أنه «ينبغي على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لتقديم المساعدة للماليين النازحين والمعوزين»، مضيفةً أنه «يجب ضمان دعم مستمر للسكان المتضررين من الجفاف الذي ضرب منطقة الساحل في افريقيا السنة الماضية للمرة الثالثة في ظرف سبع سنوات».