توعّد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، اسرائيل بتدمير تل أبيب وحيفا اذا ما ارتكبت أي حماقة ضد ايران، معلناً أنه لا يعارض المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، لكنه غير متفائل تجاهها. وقال خامنئي، في خطابه أمس أمام حشود شعبية في مدينة مشهد شمال شرق البلاد، في مناسبة بدء العام الفارسي الجديد، إن «البعض لا يرى سوى نقاط الضعف وهذه النظرة ضيقة، فالشعب الإيراني خرج من ميدان التحديات منتصراً ومرفوع الرأس رغم كل مكائد الأعداء».
وبشأن التفاوض مع الولايات المتحدة والمحادثات النووية، أوضح خامنئي أن «الأميركيين يسعون بشتى الطرق ومن خلال ارسال الرسائل، الى التفاوض معنا حول الموضوع النووي، فيما انا لست متفائلاً بهذه المحادثات»، لكنه أضاف «لا أعارض المحادثات بشأن الموضوع النووي، الا انه يجب ان تتضح بعض القضايا؛ الاولى هي ما يطرحه الأميركيون دوماً في رسائلهم الخاصة والعلنية بأنهم ليسوا بصدد تغيير نظام الجمهورية الاسلامية، ويجب ان نقول اننا لسنا قلقين من تغيير النظام الاسلامي من قبل الأميركيين، لأنهم عندما كانوا بصدد ذلك لم يتمكنوا ان يفعلوا شيئاً، وفي المستقبل أيضاً لن يتمكنوا من القيام بأي اجراء في هذا المجال». وأشار الى أن «الأميركيين يقولون في رسائلهم اننا نريد ان نتعامل بصدق في المحادثات مع ايران... قلنا مراراً إننا لسنا بصدد امتلاك السلاح النووي، لكنكم لم تصدّقوا هذا الكلام؛ فلماذا يجب علينا ان نصدق كلامكم؟».
وأوضح خامنئي أن المفاوضات إنما هي تكتيك أميركي لخداع الرأي العام، والا فإن على الأميركيين ان يثبتوا عكس ذلك. وشدد على أن «العدو الأول للشعب الإيراني هو أميركا، ولا يزال رغم مضي 34 عاماً، فعندما نذكر العدو، يتبادر اسم أميركا الى أذهان الشعب الإيراني»، موضحاً ان «الكيان الصهيوني ليس في مستوى وحجم ليوضع في صف أعداء الشعب الايراني». وهدد قائلاً «إذا ارتكب قادة هذا الكيان أي حماقة، فإن ايران ستسوي تل ابيب وحيفا بالأرض»، حسبما نقلت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء. وأشار إلى الحكومة البريطانية «التي تحذو حذو الإدارة الأميركية في معاداة الشعب الإيراني»، مشدداً على ان «بريطانيا تابعة لأميركا وليست مستقلة، لذا لا تستطيع أن تكون وحدها عدوة لنا».
وكشف المرشد الايراني الأعلى أن هناك شبكة دعائية واسعة جداً تضم آلاف وسائل الإعلام تنشط من خلال نفي انتصارات الشعب الإيراني وتضخيم نقاط الضعف والتغطية على نقاط القوة لإثبات أن ايران لا تشهد أي تقدم. ولفت الى أن العدو لديه مخططان رئيسيان، الأول يهدف الى وضع العراقيل أمام مسيرة تقدم ايران وصرف أنظار الشعب والمسؤولين والنخب، والثاني يأخذ طابعاً دعائياً يركز على نفي وانكار هذا التقدم.
وأكد خامنئي، أن «إحدى نقاط ضعفنا، الاقتصاد، الذي أدى الى صعوبة الأمور المعيشية لفئات من الشعب. ان اعتماد اقتصادنا على النفط وعدم الاهتمام بالسياسات الاقتصادية العامة والقرارات المتتالية والمرحلية من قبل المسؤولين، من ضمن نقاط الضعف تلك».
من جهة ثانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن الملف النووي الايراني حقق تقدماً طفيفاً بعد اجتماع للخبراء بين ايران والقوى الكبرى في اسطنبول. وأضاف ريابكوف، في لقاء مع صحافيين في موسكو، «تحقق بعض التقدم، لكن هذا التقدم غير كاف للحديث عن اختراق مهم.. هذا الامر يثير قلقنا قليلاً».
وقال نائب الوزير الروسي ان لقاء اسطنبول الأخير كان «مفيداً» و«انتهى بنبرة ايجابية»، لكن المفاوضين «لديهم عمل كبير في بلدانهم قبل الاجتماع المقبل في آلما أتا في الخامس والسادس من نيسان» المقبل.
وعقد اجتماع بين مجموعة «5+1» التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، من جهة وإيران من جهة أخرى على مستوى خبراء الأحد والاثنين في اسطنبول لبحث الملف النووي الايراني.
(فارس، مهر، أ ف ب)