أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، من بروكسل حيث شارك في مفاوضات الفرصة الأخيرة لإنقاذ قبرص من الإفلاس، ثقته بقدرة بلاده على تجاوز أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه. وقال أناستاسيادس، في رسالة تلاها أحد الوزراء في جنازة أحد أبطال استقلال الجزيرة (1955-1959)، «لديّ ثقة تامة بصمود وتصميم الدولة القبرصية. ويقيني أننا باتخاذ قرارات جماعية ومسؤولة سنحقق النجاح». وأوضح أنه ورث دولة «في حالة إفلاس» غارقة في أزمة اقتصادية لا تستثني أحداً في الجزيرة. وأضاف «أدرك جيداً ما يعانيه القبارصة من مرارة وغضب»، موجهاً في الوقت نفسه نداءً إلى الوحدة. وأشار إلى ضرورة «تركيز اهتمامنا على طريقة مواجهة الأزمة» أكثر من البحث عن المسؤولين عنها.
وفي إطار متصل، تظاهر عدد من الروس أو المزدوجي الجنسية أمس في نيقوسيا أمام البرلمان، ملوّحين بالأعلام الروسية والقبرصية. وكتب المتظاهرون على لافتات علقت في الشارع، «الخروج من اليورو» و«لا للرايخ الرابع» و«يجب إجراء استفتاء ليقرر الشعب، لأن هذا البرلمان لا يمثلنا» و«انهضي يا قبرص».
وكانت قبرص قد قررت يوم السبت فرض ضريبة لمرة واحدة على الودائع التي تزيد على 100 ألف يورو. وذكر مسؤول قبرصي كبير أمس لوكالة «رويترز» أن نيقوسيا اتفقت مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على فرض ضريبة قدرها 20 في المئة على الودائع التي تزيد على 100 ألف يورو في بنك قبرص، أكبر البنوك، وأخرى نسبتها 4 في المئة على الودائع بالقيمة نفسها في البنوك الأخرى.
في إطار متصل، حذّر وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله مرة أخرى قبرص من أن بقاءها في منطقة اليورو رهن بمشروع خطة الإنقاذ التي تتفاوض بشأنها مع الترويكا. وقال شويبله في حديث إلى صحيفة «فيلت ام سونتاغ» نشرته أمس «هنا والآن، وفي حين ما زالت المفاوضات جارية لا يمكنني البتة أن أقول عن يقين» إذا كان الاتحاد الأوروبي سيقبل مساعدة قبرص. وأضاف الوزير «فقط عندما تعتبر الترويكا أن هناك مشروعاً يأتي بحل لمشاكل قبرص ويكون مطابقاً للقوانين، ستتمكن مجموعة اليورو من التكفل بهذه المسألة». وتابع إن «بلدان منطقة اليورو تريد مساعدة قبرص، لكن لا بد من احترام القوانين. ويجب أن تكون المساعدة في محلها وأن يعالج البرنامج المشاكل من جذورها».
وقال شويبله إن من الشروط المطلوبة أن لا تشمل الحلول المطروحة «الودائع التي تقل عن مئة ألف يورو».
بدوره، شدد وزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسكوفيسي أمس على أنه يتعين التوصل إلى القطع مع ما وصفه بـ«اقتصاد الكازينو» في قبرص.
وأوضح الوزير الفرنسي في تصريحات لقناة «كنال +» «أننا إزاء اقتصاد كازينو على حافة الإفلاس، وكان ينبغي ويجب القيام بشيء لأنه إذا لم نفعل فإننا جميعاً من سيدفع الفاتورة»، في إشارة إلى دافعي الضرائب الأوروبيين.
وأكد موسكوفيسي أنه يتعين عدم فرض ضرائب على صغار المودعين دون مئة ألف يورو، وهو ما كان مقترحاً في مرحلة أولى.
وقال الوزير الفرنسي إن القادة القبارصة «فضلوا في فترة ما حماية اقتصاد الكازينو هذا بدلاً من تقديم مصالح شعبهم، وهذا الشعب أصبح في الشارع ويجب الاستماع إليه».
(أ ف ب، رويترز)