يخيّم طيف الرئيس الراحل هوغو تشافيز على الانتخابات الرئاسية الفنزولية التي ستجري في 14 الشهر الحالي، والتي أطلق المتنافسان الرئيسيان فيها، الرئيس بالوكالة نيكولاس مادورو ومرشح المعارضة انريكي كابريلس، حملتهما اللانتخابية التي تستمر حتى 11 نيسان. الرئيس بالوكالة، نيكولا مادورو، أطلق حملته الانتخابية بزيارة مسقط رأس الرئيس الراحل هوغو تشافيز، مدينة سابانيتا في غرب البلاد، «لتقديم التزام لأرض ولادته، ولأقسم له أننا لن نفشل أبداً، وأننا سنتحمّل باستكمال بناء الاشتراكية». ورأى أن إرث تشافيز سيدوم لقرون. وقال في إحدى المرات إن «نافذة قصر ميرافلوريس (القصر الرئاسي) تواجه بوابة مدفن هوغو تشافيز. كل من سيكون مسؤولاً عن حكم هذه البلاد للـ500 سنة المقبلة، سيشعر بعصا تشافيز أمامه في كل يوم».
وأكد مادورو، أمام مئات من مناصريه والعديد من أفراد عائلة الرئيس الراحل، «سنكمل إرث الرئيس تشافيز ووصيته». وأضاف أن «القائد تشافيز حاضر فينا كأب. لقد أتينا لإعلان التزام أمام هذه الارض التي شهدت ولادته، لنقسم على أننا لن نخيّب أمله أبداً، ولنتحمل حتى النهاية (مسؤولية) بناء الاشتراكية».
ومادورو، الذي يراهن على الحالة التي سادت البلاد بعد وفاة تشافير لتأمين فوزه، اعتمد على إثارة مشاعر المؤيدين بوصفه للجموع كيف أنه فهم من خلال شدو عصفور له أن الطائر لم يكن سوى روح الرئيس السابق. وقال «نظر إلي عصفور وأخذ يشدو... وأجبته... ثم طار وحلّق مرة وابتعد. لقد أحسست بوجود روح وبركات الزعيم هوغو تشافيز لأجل هذه المعركة التي تبدأ اليوم، حتى تحقيق النصر في الرابع عشر من نيسان». وتابع مادورو «أريد أن أكون رئيساً لهذه البلاد، لأن قراراً اتخذ في هذا الأمر، ولأن شعبنا قبل»، في إشارة إلى طلب تشافيز أن يكون مادورو خليفة له.
ومن المقرر أن يستكمل مادورو جولاته الانتخابية بعد سابانيتا، من عاصمة ولاية باريناس ومنها إلى ولاية زوليا النفطية في شمال غرب البلاد.
في المقابل، أطلق الزعيم المعارض انريكي كابريلس حملته رسمياً أمس من ماتورين، عاصمة ولاية موناغاس (شرق). وقال
«الحملة الصليبية تبدأ اليوم. إنها عشرة أيام لا غير. عليكم أن تدركوا يا إخوتي ما الذي تعنيه حملة في عشرة أيام فقط. ليست لنا الموارد ولكن لنا آمال الشعب الذي يريد أن يتقدم».
كابريلس اعتمد على تعبئة الجمهور بطرح شعارات «ضد العنف» والدعوة «إلى بلد حيث يمكنك المشي بسلام في الليل»، في بلد سجل أكثر من 20،000 حالة وفاة عنيفة في العام الماضي، بحسب المرصد الفنزويلي للعنف، وفي ظل انتشار أكثر من 7 ملايين قطعة سلاح غير شرعية.
وقال مرشح المعارضة، الذي جمع 6 ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية التي خسرها أمام تشافيز في تشرين الثاني المنصرم، في مسيرة لمناصريه، إنه يريد «بناء بلاد دون حالة الطوارئ حيث الجميع يعيش في سلام، بلد دون خوف»، موضحاً أنه لتحقيق ذلك، يقترح زيادة عدد أفراد الشرطة، وتحسين نظام التعليم «لاستعادة الأماكن العامة وتعزيز الثقافة».
بدوره، يبدو مادورو على استعداد أيضاً لشن الحرب ضد الجريمة، وأكد أنه يأخذ على محمل الجد معالجة انعدام الأمن في البلاد. وكان قد أعلن الاسبوع الماضي، خلال تجمع انتخابي في أراغوا، إطلاق خطة جديدة لمكافحة انعدام الأمن، والحركة من أجل السلام والحياة، والتي سوف تشمل «تنظيف الشرطة»، مشدداً على أن «العنصرية ضد التركة الاجتماعية الفقيرة من الدولة البورجوازية المتعفنة» هي أصل العنف.
وبعد شهر على وفاة تشافيز، تحضر ملفات موروثة من عهده، الذي استمر 14 عاماً، كعامل أساس في المعركة الانتخابية، من فقدان الأمن، ولا سيما في العاصمة كراكاس، والنقص في بعض السلع، يضاف إلى ذلك الكثير من التحديات المتعلقة بالبنى التحتية وبعض المباني التي لم تعد صالحة للسكن، إضافة إلى تركز السكان بنسبة كبيرة في العاصمة.
(الأخبار، أ ف ب)