كان الوضع الأمني المتوتر في شرق آسيا خلال نهاية الأسبوع محور محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي حذّر في نهاية جولة له في دول المنطقة بأن بلاده «مصممة على الدفاع عن اليابان» التي هددتها كوريا الشمالية باللهيب النووي. وقال كيري، في مؤتمر صحافي الى جانب وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا، عقب محادثات أمس في طوكيو، إن «الولايات المتحدة مصممة تماماً على الدفاع عن اليابان».

وأضاف «على الشمال أن يفهم، وأعتقد أنه فهم الآن، أن تهديداته لن تؤدي إلا الى مزيد من العزلة والفقر لشعبه»، مؤكداً أن الولايات المتحدة تريد «العودة الى طاولة (المفاوضات) وإيجاد حل سلمي» للأزمة.
وكان كيري دق ناقوس الخطر أول من أمس في بكين أمام الرئيس الصيني شي جين _ بينغ، مشدداً على أن «المرحلة حساسة جداً مع تحديات بالغة الصعوبة لتجاوزها، وبينها المشاكل في شبه الجزيرة الكورية». وقال «لا نريد الدخول في حلقة من التهديدات والتهديدات المضادة وما إلى ذلك النوع من التصريحات التي تجنح إلى الصدام. هناك ما يكفي من ذلك».
وأضاف أنه إذا تخلصت كوريا الشمالية من قدراتها النووية فإنه لن يكون لدى الولايات المتحدة عندئذ ما يدعو إلى الاحتفاظ بهذه القدرات الدفاعية التي نشرتها في الآونة الأخيرة، مثل منظومات الدفاع الصاروخي الجديدة أو التي جرى توسيعها في ألاسكا وغوام.
ونقل تلفزيون الدولة عن رئيس وزراء الصين، لي كه تشيانغ، قوله لكيري إن تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية ليس في مصلحة أحد، في إشارة على ما يبدو إلى كل من واشنطن وبيونغ يانغ.
وقبل أن يتوجه إلى بكين في أول زيارة يقوم بها الى الصين كوزير للخارجية، لم يخف كيري رغبته في أن تتخذ الصين موقفاً أكثر فعالية تجاه كوريا الشمالية.
وقال كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيه تشي (أكبر مسؤول عن السياسة الخارجية للصين)، «في وسعنا تأكيد التزامنا المشترك بهدف جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية بشكل سلمي».
لكن «رودونغ سينمون»، الصحيفة التي تتحدث باسم حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، نشرت استنكاراً جديداً للمناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، قائلة إن «اندلاع حرب نووية أصبح الآن أمراً واقعاً بسبب القوات الأميركية والكورية الجنوبية العميلة».
وفي السياق، قال رئيس برلمان كوريا الشمالية، كيم يونغ نام، «يجب أن نعزز كمّاً وكيفاً القوة النووية وحياة الأمة والكنز الوطني المتعلق بكوريا الموحدة الذي لا يمكن مقايضته بأي شيء، وأن نقوم بعمل شامل مع الولايات المتحدة للتكيف مع الوضع السائد في وقت الحرب».
وتابع «بخطة حازمة لتوجيه ضربة بقوة النيران، والتي راجعها وأقرّها أخيراً قائدنا الأعلى المحبوب المبجل كيم يونغ أون، سنعاقب دونما رحمة الإمبريالية الأميركية وأتباعها الذين تعدوا على سيادتنا وعلى الكرامة العليا لأمتنا بإجراء تدريبات على حرب نووية حقيقية وفرض عقوبات على كوريا الشمالية بجنون».
من جهة ثانية، علّق تلفزيون كوريا الشمالية على دعوة رئيسة كوريا الجنوبية، باك غون هاي، إجراء محادثات مع بيونغ يانغ قائلاً: «لا نعتبرها سوى خدعة ماكرة لتغطية جرائمهم بتحويل منطقة كيسونغ الصناعية الى أزمة وتغطية طبيعتهم القائمة على المواجهة بتضليل الرأي العام».
من جانبه، رأى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في شانغهاي، أن نيات الزعيم الكوري الشمالي غامضة، لكن سلوكه العدائي «خطير جداً»، ولو أنه لا يعدو كونه مخادعاً.
(رويترز، أ ف ب)