بدأ إقليم كردستان العراق بالانشغال بمعركة رئاسة الاقليم بين مؤيد للتمديد للرئيس الحالي مسعود البرزاني وبين خصومه في المعارضة الذين أبدوا غضبهم من هذا الخيار خشية حدوث انحراف «استبدادي». ومن الآن حتى 8 ايلول المقبل سيكون على الناخبين البالغ عددهم 2,5 مليون شخص انتخاب أعضاء مجالس الرئاسة والبرلمان ومجالس المحافظات، بمن فيهم رئيس الاقليم. وشدد مسؤول المكتب السياسي في حركة التغيير (أبرز أحزاب المعارضة)، يوسف محمد، على «رفض التمديد ورفض ترشح البرزاني نفسه لولاية ثالثة، لأنه بحسب قانون الاقليم لا يجوز أن يتولى شخص رئاسة الإقليم أكثر من دورتين».
وبحسب قانون رئاسة الاقليم، لا يجوز لشخص أن يرشح نفسة لمرة ثالثة لتولي منصب رئيس الاقليم. وشغل مسعود البرزاني منصب الرئاسة في عام 2005 بتكليف من قبل برلمان الاقليم وليس بالاقتراع العام، ثم انتخب لولاية ثانية في الانتخابات التي جرت عام 2009. ويثور الجدل الآن بشأن ما إذا كانت الدورة الاولى تعتبر دورة كاملة الشروط، ما يعني أنه لم يعد يجوز له تولي الرئاسة، أم إذا كان حساب الدورات يبدأ مع دورة 2009، وبالتالي يمكنه الترشح مجدداً كما يرغب أنصاره.
وكشف المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، في بيان مقتضب، أنهم «بصدد بحث قانوني ودستوري لدراسة ترشيح الرئيس البرزاني لولاية اخرى».
وتأكيداً لرغبة البرزاني في الترشح لولاية ثالثة، أكد مسؤول العلاقات الخارجية للحزب الديموقراطي أنه «بحسب القوانين في الاقليم، فإن الرئيس ينتخب بصورة مباشرة من قبل المواطنين». وأوضح أن «الرئيس البرزاني حتى الان انتخب دورة واحدة بانتخابات مباشرة وليس مرتين»، مضيفاً «سنتخذ الطرق القانونية والدستورية ونتشاور مع الاطراف الأخرى في كردستان بصدد هذا الموضوع».
ورداً على هذه المحاولات، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة التغيير، يوسف محمد، أنه لا مجال «للحيل الشرعية»، مضيفاً أن «هذا موضوع قانوني وليس سياسياً ولا مجال للحيل الشرعية أو لتفسير أو تأويل آخر».
من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون مرشحين اثنين لانتخابات مجالس المحافظات في هجومين منفصلين في ديالى وصلاح الدين، أحدهما ينتمي إلى قائمة نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك، ليبلغ عدد المرشحين الذين قتلوا حتى الآن 14 مرشحاً.
وقال ضابط في عمليات شرطة ديالى إن «عبوة ناسفة انفجرت اليوم الاحد برئيس القائمة العراقية العربية في محافظة ديالى نجم الحربي، ما أدى إلى مقتله على الفور». وبحسب قائمقام المقدادية زيد إبراهيم، فإن «اثنين من أشقائه وأحد أفراد حمايته قتلوا في الاعتداء». وجاء الحادث بعد ساعات من مقتل حاتم محمد الدليمي في محافظة صلاح الدين، وهو ينتمي إلى جبهة الانصاف التي يقودها النائب السابق مشعان الجبوري.
وفي سياق متصل، أدلى 651 ألف عسكري من قوات الامن العراقية أول من أمس بأصواتهم في انتخابات مجالس 12 محافظة وسط إجراءات امنية مشددة.
إلى ذلك، أشاد مبعوث الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر بجهود المفوضية في إنجاز مرحلة التصويت الخاص بانتخاب مجالس المحافظات التي أجريت السبت والتي أظهرت فيها المفوضية مستوى عالياً من المهنية في الانتخابات التي تجري لأول مرة تحت إدارة عراقية كاملة.
(الأخبار، أ ف ب)