كاد حفل تنصيب الرئيس الفنزويلي الجديد نيكولا مادورو أن ينتهي إلى مأساة باغتيال الرئيس الجديد بعد ان أقدم شخص على خرق الاجراءات الامنية والوصول للرئيس على المنبر اثناء القائه خطاب التنصيب.
واقتحم رجل يرتدي معطفاً أحمر اللون المنصة أثناء إلقاء مادورو خطاب التنصيب وسحب مكبر الصوت من أمامه لكن الحرس الشخصي للرئيس تدخل سريعاً للسيطرة على الرجل.
وقال مادورو بعد أن استأنف إلقاء خطابه أمام الحضور «لقد فشل الأمن تماماً. كان بمقدورهم قتلي بالرصاص بسهولة».
وأدى مادورو (50 عاماً)، اليمين الدستورية لرئاسة البلاد لست سنوات مقبلة أمام الجمعية الوطنية في كراكاس في حفل كبير مع تجمع لأنصار تشافيز بحضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وكذلك رؤساء البرازيل والأرجنتين والأوروغواي وبوليفيا، ورئيس البرلمان الإسباني وموفد الصين نائب رئيس اللجنة الدائمة للجمعية الشعبية الوطنية اركن ايميرباكي، وممثل رئيس مجلس الدوما في روسيا سيرغي ناريشكين.
وبعد أداء القسم، حضر مادورو عرضاً عسكرياً مهيباً سلك جادة «الأبطال»، المسار نفسه الذي سلكه قبل نحو شهر نعش الزعيم تشافيز.
وفي خطوة من شأنها إشاعة أجواء التهدئة في البلاد بعد أيام من التوترات الحادة والتظاهرات التي سقط خلالها قتلى، وافق المجلس الوطني الانتخابي، في اللحظة الأخيرة مساء الخميس، على التحقق من كافة صناديق الاقتراع، كما طالب زعيم المعارضة الخاسر في الانتخابات انريكي كابريليس.
وأشارت رئيسة المجلس الوطني الانتخابي، تيبيساي لوتشينا، في مؤتمر صحافي، إلى أن المجلس «اتفق بما يحترم القواعد الانتخابية، على توسيع نطاق عملية التحقق» لتشمل صناديق الاقتراع التي لم يجرِ التحقق منها بعد.
وحتى الآن تحقق المجلس الوطني الانتخابي من 54% من صناديق الاقتراع منذ يوم الانتخابات الرئاسية الأحد الماضي. ووعدت رئيسته لوتشينا بأن «يجري تدقيق في الـ46%» الباقية اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وعلى أثر موقف المجلس، هنأ كابريليس حاكم ولاية ميراندا الشعب الفنزويلي؛ لأن موافقة المجلس أمر كافح من أجله جميع الفنزويليين والفنزويليات. وأعلن كابريليس موافقة فريق حملة المعارضة على قرار المجلس الوطني الانتخابي للبلاد، مؤكداً أن عملية التحقق ستسمح بـ«إظهار الحقيقة».وفي سياق متصل، حظي مادورو بتأييد جماعي من زعماء أميركا اللاتينية في اجتماع اللحظة الأخيرة للمجموعة الإقليمية لاتحاد دول أمريكا الجنوبية (اوناسور) الذي اختتم اعماله في ليما عاصمة البيرو.
وأعلنت مجموعة اوناسور الإقليمية تقديم التهنئة لمادورو على فوزه «ترحيبها بقرار المجلس القومي للانتخابات في فنزويلا إجراء نظام يتيح المراجعة الكاملة لنتائج الانتخابات»، ودعت اوناسور الجانبين «إلى نبذ اعمال العنف التي هددت بالخطر السلم الاجتماعي في البلاد».
من جهته، عبّر الرئيس الاكوادوري، رافايل كوريا، الذي يقوم بجولة اوروبية، عن دعم لمادورو.
وقال كوريا إن «الانتخابات الحرة والديموقراطية يجب أن تحترم. اتحاد دول اميركا الجنوبية لن يسمح بانقلاب».
إلى ذلك، اوضحت وزارة الخارجية البريطانية أن حكومة بلادها تتطلع لتعزيز العلاقات مع حكومة فنزويلا وشعبها، مع تنصيب نيكولاس مادورو رئيساً جديداً على البلاد. وقال متحدث باسم الوزارة: «لمناسبة تنصيب مادورو رئيساً لجمهورية فنزويلا، تتطلع حكومة المملكة المتحدة قدماً للعمل مع حكومة فنزويلا لتعزيز علاقاتنا وتعميق التعاون». واضاف: «نحن قلقون من التقارير الأخيرة عن وقوع أعمال عنف في الانتخابات الرئاسية، وندعو جميع الأطراف إلى العمل معاً للحد من التوترات».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)