وجه الاتهام رسمياً أمس إلى المشتبه فيه باعتداء بوسطن جوهر تسارناييف، علماً بأن السلطات المحلية باشرت التحقيق معه وهو لا يزال يرقد في المستشفى، بحسب وسائل الإعلام الاميركية. ويواجه تسارناييف (19 عاماً) عقوبة الإعدام، وشمل الاتهام استخدام «أسلحة دمار شامل» تؤدي إلى الموت، وفق ما أعلنت وزارة العدل الاميركية.
وتم تحديد جلسة أولى لمحاكمة المشتبه فيه في 30 أيار المقبل أمام محكمة بوسطن الفدرالية.
وأعلن البيت الابيض أن توجيه الاتهام إلى الشاب الاميركي من أصل قوقازي يعني «أنه لن يتم التعامل معه كمقاتل عدو»، ولن يحال تالياً على محكمة عسكرية استثنائية، رافضاً طلبات في هذا الصدد تقدم بها العديد من النواب الجمهوريين.
وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) أن جوهر لا يزال «في حالة خطرة». وتوحي إصابته في العنق بأنه سعى إلى الانتحار قبل القبض عليه عبر إطلاق رصاصة داخل فمه.
ورغم أن هذه الجروح تمنعه من الكلام، فإن عناصر الشرطة باشروا استجوابه، وفق ما نقل الاعلام الاميركي، فيما نفت مصادر أميركية أن يكون قد بوشر التحقيق مع جوهر.
ونقلت محطة «إن بي سي نيوز» عن مسؤولين فدراليين قولهم إنه «بالرغم من إصابة جوهر بجرح في عنقه يمنعه من الكلام، باشر الشاب بالرد على أسئلة المحققين». وأفادت محطة «إي بي سي» نقلاً عن مصادر في الشرطة، طلبت عدم كشف اسمها، أن جوهر «يردّ خطياً وبشكل متقطع» على أسئلة المحققين. وهؤلاء يركزون في استجوابهم له على احتمال وجود شركاء آخرين أو قنابل لم تنفجر بعد.
وكان رئيس شرطة بوسطن، إد ديفيس، أعلن في وقت سابق لمحطة «سي بي أس» أن الشقيقين تسارناييف كانا مجهزين لتنفيذ اعتداء آخر بواسطة «عبوات ناسفة يدوية الصنع»، ولا سيما «قنابل يدوية ألقياها على الشرطيين». وتعليقاً على إصابته في عنقه، ذكر المحققون فرضية أن يكون حاول الانتحار بإطلاق رصاصة في فمه.
ويعالج جوهر تسارناييف في المستشفى ذاته الذي نقل إليه ضحايا اعتداء بوسطن. وكان نحو 57 شخصاً لا يزالون في المستشفى أمس، اثنان منهم في حال حرجة بحسب شبكة «سي أن أن». ويركز التحقيق حالياً على مسار الشقيق الأكبر تاميرلان (26 عاماً)، الذي قتل مساء الخميس الماضي خلال ملاحقة الشرطة له.
من جهته، أعلن والد الشقيقين تسارناييف أن ولديه «بريئان»، مؤكداً أنهما «مسلمان طيبان وكانا يريدان العودة الى روسيا لمساعدة والديهما».
وقال أنزور تسارناييف، في مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، إن تاميرلان «جاء الى روسيا في كانون الثاني 2012 وكان يريد البقاء هناك. وقال إنه يريد العودة الى هنا مع عائلته». وأضاف «صحيح أن تاميرلان أصبح متديّناً جداً بعد زواجه، وأنه يؤدي صلاة الجمعة في المسجد، لكنه كان مسلماً طيباً ولا يمكن أن يكون ارتكب ما اتهم به». وعن جوهر، قال أبوه إنه «كانت لديه مشاريع كبيرة كأن يصبح طبيباً وأن يستقر هنا ويفتح عيادة». وأضاف «كان يقول لي لا تقلق يا أبي، سأنهي دراستي وأريد العودة لمساعدتكم». ويتساءل الوالد «كيف يتحدثون عن قنابل واعتداءات؟ كيف يمكن ذلك؟». ووصف تسارناييف الأب مطاردة ابنيه بأنها «مسيّسة وتشبه مشهداً هوليوودياً أخرجته أجهزة الاستخبارات الاميركية»، وأعلن نيّته التوجه الى الولايات المتحدة لدعم جوهر. وقال الوالد إنه خلال السنتين الاخيرتين «كان تاميرلان يعيش تحت المراقبة ويذهب رجال الـ«اف بي آي» الى منزله باستمرار ويقولون له إنهم يفعلون ذلك لمنع وقوع اعتداءات». وأكد «أنهم كانوا يريدون أن ينصبوا كميناً لتاميرلان، لكن جوهر وقع في المكان والزمان غير المناسبين». وأشار انزور تسارناييف إلى أنه يريد استعادة جثمان تاميرلان لدفنه في روسيا.
(أ ف ب)