عادت القنابل الحدودية الموقوتة للتفجر من جديد في شرق آسيا وجنوبها، بين الصين واليابان من جهة وبين الأولى والهند من جهة أخرى؛ ففيما احتدمت المواجهة بين طوكيو وبكين بشأن إرسال متبادل للسفن الى مياه جزر ديايو المتنازع عليها بينهما في بحر الصين الشرقي، طلبت نيودلهي من جارتها الشيوعية سحب قوات توغلت أمس في منطقة لاداخ النائية في الهيمالايا والمتنازع عليها بين البلدين. وبينما دخل أسطول صيني أمس مياه الجزر الإقليمية التي تديرها اليابان وتسميها سنكاكو، أبحر قوميون يابانيون في أسطول من السفن قرب الجزر نفسها، ليزيدوا بذلك من توتر العلاقات بين البلدين. وأفاد خفر السواحل اليابانيون أمس أن ثماني سفن مراقبة بحرية صينية دخلت قرابة أول من أمس المياه الاقليمية، منطقة الـ12 ميلاً (22 كيلومتر) المحيطة بتلك الجزر الواقعة في بحر الصين الشرقي، والتي تطالب بها بكين تحت اسم دياويو.
وهذه أول مرة يدخل فيها مثل هذا العدد من السفن الصينية معاً المياه الاقليمية لهذا الأرخبيل غير المأهول منذ تفاقم هذا الخلاف على ملكية الجزر بين البلدين في أيلول الماضي، بعد شراء حكومة اليابان الجزر الثلاث من صاحبها الياباني.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، سوشيهيدي سوغا، «نحتج بشدة على الصين»، مضيفاً أن السفير الصيني استدعي لدى طوكيو. وفي البرلمان الياباني، ردّ رئيس الوزراء، شينزو ابي، قائلاً إنه «سيكون من الطبيعي أن نصدهم بالقوة إذا تجرأوا على الإنزال».
في المقابل، وصفت وزارة الخارجية الصينية زيارة قام بها نشطاء يابانيون للأرخبيل المتنازع عليه بأنها «غير قانونية.. ومثيرة للمشاكل». وقالت متحدثة باسم الخارجية الصينية، إن الصين قدمت احتجاجاً شديد اللهجة لليابان.
ويقع الأرخبيل على بعد 200 كيلومتر شمالي شرقي تايوان، التي تطالب به أيضاً، وعلى بعد 400 كيلومتر غربي جزيرة أوكيناوا (جنوب اليابان). وفضلاً عن موقعه الاستراتيجي، يزخر الأرخبيل أيضاً بموارد من الطاقة في عمق البحار.
في غضون ذلك، زار أكثر من 160 نائباً يابانياً معبد ياساكوني في طوكيو، الذي يُنظر اليه على أنه رمز للهيمنة العسكرية اليابانية في الماضي على منطقة شرق آسيا. ودانت بكين وسيول على الفور هذه الزيارة الأكبر من حيث عدد الزوار منذ 1989.
وهاجمت الصين طوكيو لعدم إبدائها الندم على ماضيها أول من أمس، بعد أن قام نائب رئيس وزراء اليابان، تارو اسو، ووزيران آخران، بزيارة مزار ياسوكوني الذي يكرم 14 قائداً يابانياً أدانتهم محكمة للحلفاء بوصفهم مجرمي حرب الى جانب قتلى الحرب اليابانيين، وذلك في أعقاب قيام رئيس وزراء اليابان بإرسال منحوتة خشبية الى المزار تُستخدم للطقوس، ويطلق عليها اسم ماساكاكي.
ولا تزال ذكرى استعمار اليابان لكوريا (1910_1945) واحتلالها لقسم من الصين (1930_1945) يلقيان بظلالهما على علاقاتها مع هذين البلدين.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أمس أنها طلبت من الصين سحب قواتها التي قالت إنها توغلت في منطقة لاداخ النائية في الهيمالايا وتطالب بها نيودلهي. وقال المتحدث باسم الوزارة، سيد أكبر الدين، «طلبنا من الصين الإبقاء على الوضع القائم في هذا القطاع»، أي الحدود الغربية، موضحاً أنه «يعني بذلك الوضع السابق لهذا الحادث». وأكد المتحدث أن هناك آليات لتسوية سلمية للنزاعات الحدودية، وفي حال أصبحت قوات البلدين وجهاً لوجه، يجب أن «تتحلى بضبط النفس وتتخذ كل الاجراءات لتجنب التصعيد».
من جهة أخرى، أكد المتحدث أنه تم استدعاء السفير الصيني لدى الهند، بينما تجري مفاوضات بين مسؤولين عسكريين من البلدين لتسوية هذه المشكلة.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)