أحبطت الشرطة الكندية، أول من أمس، اعتداءً كان يستهدف قطار ركّاب في مدينة تورونتو واعتقلت رجلين «مدعومين من عناصر من القاعدة في إيران» مثُلا أمس أمام المحكمة. رائد الجاسر (35 سنة) مقيم في تورونتو وشهاب الصغير (30 سنة) مقيم في مونتريال كانا، حسب ما أعلنت الشرطة الكندية أمس، يخضعان للمراقبة منذ آب الماضي وكانا «يريدان إخراج القطار عن سكته في منطقة تورونتو». وفيما أعلن «الدرك الملكي الكندي» (الشرطة الفدرالية) أن «الشخصين كانا يريدان تنفيذ اعتداء إرهابي على قطار ركاب لشركة فيا رايل العامة الكندية»، أفادت وسائل إعلام محلية بأنهما «كانا يستهدفان أساساً القطار الرابط بين نيويورك وتورونتو». وبحجة أن التحقيق لا يزال جارياً، رفضت الشرطة الاشارة الى البلد الذي ينحدر منه المشتبه فيهما الموقفان، لكنها أكّدت أن الرجلين «كانا يتلقيان الدعم من عناصر تنظيم القاعدة من إيران». وأوضحت السلطات الكندية أنه «ليس هناك أي معلومة تفيد بأن الاعتداء كانت تدعمه دولة إيران». واتهم رائد الجاسر رسمياً أمس «بالمشاركة في الارهاب» و«التآمر لارتكاب قتل بالمشاركة مع مجموعة إرهابية». وخلال جلسة محاكمة قصيرة في محكمة تورونتو، وافق القاضي الكندي على طلب محامي الجاسر عدم نشر وسائل الاعلام أي معلومة تعرض خلال الجلسة حتى مثول المتهم مجدداً أمام المحكمة في 23 ايار المقبل.
وافادت صحيفة «ناشيونال بوست» نقلاً عن زملاء الصغير في المعهد الوطني للابحاث العلمية في كيبيك، وعن أحد جيران جاسر في تورونتو بأن الاول مولود في تونس والثاني فلسطيني يحمل جنسية الامارات العربية المتحدة ولديهما رخصة إقامة دائمة في كندا. الصغير طالب يعدّ للدكتوراه في علوم الطاقة والمواد في مركز الطاقة والاتصالات اللاسلكية في فارين حيث تسجل منذ خريف 2010. ونشر الصغير على سيرته في شبكة «لينكد إن» الالكترونية علَماً أسود كتب عليه بالابيض «لا اله الا الله محمد رسول الله». وقال محام من تورونتو لصحيفة «غلوب إند مايل» إن أحد زبائنه وهو إمام مسجد، أبلغ السلطات بشأن أحد المشتبه فيهما بعدما رآه يمارس الدعوة لدى بعض شبان المدينة. وأشار وزير الامن العام الكندي فيك تويس الى أن «الحادث يدلّ على ان الارهاب ما زال يشكل خطرا حقيقياً على كندا» مشيدا بعمل «رجال الشرطة الكندية وجهاز الاستخبارات ومكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي». وأوضحت الشرطة الكندية أن الـ«إف بي آي» تعاون بشكل كبير مع السلطات الكندية لإحباط المخطط الإرهابي.
وأكدت السلطات الكندية ان الاعتداء كان «لا يزال في طور الاعداد» ولم يكن «وشيكاً». وقال ديفيد جاكوبسن سفير الولايات المتحدة في أوتاوا إن «تلك الاعتقالات هي نتيجة تعاون معمّق تجاوز الحدود». وهذه اول مرة تصدر في كندا تهم تورط تنظيم «القاعدة». من جهتها، نفت إيران أي صلة لها بمؤامرة كندا، وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانباراست الى أنه «لم يتم تقديم أي دليل في ما يتعلق بالموقوفين المتهمين». وأضاف أن «معتقدات القاعدة لا تتفق بأي حال مع ايران التي تعارض اي نوع من الاعمال العنيفة التي تعرّض الارواح للخطر». وأردف مهمانباراست إن «الحكومة الراديكالية الكندية تطبّق في السنوات الاخيرة مشروعاً لإزعاج إيران». وكانت كندا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران العام الماضي بسبب برنامجها النووي وموقفها المعادي لاسرائيل وما تصفه أوتاوا بـ«دعم إيران للجماعات الارهابية».
(أ ف ب)