نددت إيران أمس بمبيعات الأسلحة المقبلة إلى إسرائيل التي أعلنتها الولايات المتحدة باعتبارها «إشارة واضحة جداً» لطهران، قائلة إنها تشكل مصدر «عدم استقرار في المنطقة». وتزامن هذا التنديد مع إعلانها إجراء مناورات برية الشهر المقبل في أصفهان وسط البلاد. وفي تصريح لافت صدر أمس في جنيف، أكدت طهران على لسان مندوبها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، خلال مؤتمر حول معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أنها مستعدة لتكون «شريكاً موثوقاً» في الشرق الأوسط إذا اعتمدت الدول الغربية مقاربة متعاونة في المحادثات حول برنامجها النووي.
وقال سلطانية إن «السياسات الأميركية والأوروبية الحالية، بتضمنها عقوبات مكثّفة على الجمهورية الإسلامية، محكوم عليها بالفشل»، موجهاً إلى الدول الغربية نصيحة بأن «تغير أسلوبها من المجابهة الى التعاون، لأن نافذة الفرص لا تزال مفتوحة للدخول في مفاوضات تعاون استراتيجي طويل الأمد مع إيران، الشريك الأكثر موثوقية، وقوة واستقراراً في المنطقة».
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تحديد موعد لاستئناف المفاوضات النووية في 21 أيار المقبل، حسبما أعلن دبلوماسي في فيينا أول من أمس. وقال مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنه «لم يتحدد الى الآن الموعد الدقيق، لكن التفاوض مع وكالة الطاقة مطروح على جدول أعمالنا».
وحول تصريح وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، بأن صفقة الأسلحة الأميركية لإسرائيل هي رسالة الى إيران بأن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً على الطاولة، قال مهمانبرست إن «التعاون التسليحي والدعم الأميركي اللامحدود للكيان الصهيوني ليسا أمراً جديداً، وإن استمرار هذا الدعم يؤدي الى توسيع ممارسات الكيان الصهيوني في قتل الأبرياء في المنطقة وزعزعة استقرارها وأمنها». وأكد أن الذين يدعمون إسرائيل، بمن فيهم الساسة الأميركيون، هم شركاء في الجرائم والمجازر التي ترتكبها.
وتابع المتحدث الإيراني «إن تصريحات المسؤولين العسكريين الأميركيين ووزير الدفاع بشأن صفقة التسليح للكيان الصهيوني، إنما هي لتهويل الأخطار الموجودة في المنطقة، والهدف منها ممارسة الحرب الناعمة وتسويق الأسلحة».
وشدد على أن إيران قوية بما فيه الكفاية لتدافع عن حقوقها، قائلاً «لن نسمح لأي دولة بالاعتداء علينا، وإن الكيان الصهيوني لا يمكنه بهذه الإجراءات أن يشن عدواناً علينا، ومن الأفضل له أن يتخلى عن سلوكه المعادي وإجراءات كهذه ضد شعبنا».
(أ ف ب، رويترز، مهر، فارس)