تصاعدت أعمال العنف في باكستان مع انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية؛ إذ شهدت يوماً دامياً، أمس، إثر اغتيال المدعي العام الذي يقود تحقيقين حساسين في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو واعتداءات بومباي في 2008، عندما كان يغادر منزله متوجهاً إلى المحكمة، واغتيال مرشح علماني للانتخابات العامة المرتقبة بعد أسبوع. وأُصيب المدّعي العام شودري ذو الفقار برصاص كثيف أطلقه عليه مسلحون على دراجة نارية في شارع مزدحم بحي سكني راق في العاصمة الباكستانية. وأُصيب حارسه الشخصي، فيما قُتلت امرأة من المارة دهستها سيارة المدّعي في سياق الاعتداء. وتُوفي المدعي العام قبل الوصول إلى المستشفى العام في إسلام آباد.
وعُزِّزت الإجراءات الأمنية حول ذو الفقار، بعدما ورد اسمه في تهديدات أُرسلت إلى الشرطيين الذين يحققون في جريمة اغتيال بنازير بوتو التي لم تتضح ملابساتها من نهاية 2007 حتى الآن.
ولم يعرف مصدر التهديدات، لكن أحد المحققين أشار إلى أنه تلقى أوامر بعدم الحضور إلى المحكمة بدعوة من المدّعي، وذلك في مكالمة استعملت رقماً هاتفياً من أفغانستان المجاورة، معقل حركة «طالبان» الإسلامية.
وأدان الرئيس آصف علي زرداري، أرمل بنازير بوتو، الاغتيال وأمر بتحقيق معمق «من أجل العثور على الجناة الحقيقيين». واغتيلت بنازير بوتو في كانون الأول 2007 في اعتداء مزدوج، بواسطة انتحاري وهجوم بسلاح خفيف في آن واحد عندما كانت تشارك في مهرجان انتخابي في روالبندي تحديداً.
وعاد الملف إلى الواجهة، وخصوصاً بعد عودة الرئيس السابق برويز مشرف، المتهم بأنه لم يضمن حماية بوتو، عندما كان رئيساً، بعد عودتها من المنفى. إضافة إلى التحقيق في اغتيال بوتو، تولى ذو الفقار التحقيق في اعتداءات بومباي الدامية التي سقط فيها 166 قتيلاً في الهند المجاورة.
ووقعت هذه الجريمة قبل أسبوع من موعد الانتخابات العامة، التي تُعَدّ تاريخية؛ لأن الحكومة المدنية أنهت ولايتها كاملة بخمس سنوات للمرة الأولى في هذا البلد الذي تعوّد وقوع الانقلابات العسكرية، غير أن الحملة الانتخابية تخللتها هجمات على المرشحين.
ويوم أمس، قُتل مرشح لحزب علماني إلى الانتخابات العامة في 11 أيار مع نجله الذي يبلغ الثالثة من عمره برصاص مجهولين في كراتشي، كبرى مدن جنوب باكستان. وهذا أول مرشح إلى الجمعية الوطنية يقتل منذ بدأ مجهولون هذه الحملة الدامية في 11 نيسان بهجمات أدت إلى 62 قتيلاً على الأقل من الأحزاب السياسية. وكان صديق الزمان ختاك، مرشحاً عن حزب «عوامي» الوطني، الحزب العلماني البشتوني، الإثنية المهيمنة في شمال غرب البلاد، والموجودة بكثافة في كراتشي أيضاً.
(أ ف ب)