دخل المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي أمس على خط الانتخابات الرئاسية الايرانية التي تُجرى في 14 حزيران المقبل، ليوضح أن ليس لديه مرشح مفضّل لهذا الاستحقاق، وذلك عشية بدء مناظرات بين المرشحين تتناول الأزمة الاقتصادية ورؤية كل مرشح لطرق معالجتها. وقال خامنئي، في خطاب أمام أعضاء البرلمان وفقاً لموقعه الالكتروني، «هذه الأمور تقال دائماً، وهي ليست صحيحة، لأنه لا أحد يعرف من سيصوّت له القائد. القائد له صوت واحد مثل أي أحد آخر». وأكد أن «على الجميع بذل الجهود من أجل إقامة انتخابات حماسية بمشاركة عامة الشعب، لأن اقتدار النظام الاسلامي وصلابته منذ انتصار الثورة الاسلامية إلى الآن كانا قائمين على حضور الشعب ومساندته». وشدد خامنئي على «وعي الشعب وبصيرته في تشخيص مرشحي انتخابات رئاسة الجمهورية»، معتبراً مستوى الوعي السياسي للشعب الإيراني أعلى من المعدل العالمي.
وقال المرشد إن «مرشحي انتخابات رئاسة الجمهورية الذين لديهم برامج دعائية في الإذاعة والتلفزيون يتحملون مسؤولية جسيمة، إذ عليهم ألا يدلوا بتصريحات غير صحيحة كي يجلبوا اهتمام الشعب»، مضيفاً أن تصريحات المرشحين يجب أن «تكون واقعية وموثقة ومستندة الى المعلومات الصحيحة».
وشدد خامنئي على المرشحين بعدم التشهير بالمرشحين الآخرين، وكذلك عدم تشويه حقائق المجتمع بغية كسب أصوات الشعب. واعتبر وجود اختلاف في وجهات النظر بين مجلس الشورى الاسلامي والحكومة أمراً طبيعياً، مؤكداً ضرورة التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، بحيث تضع السلطة التشريعية قوانين تتمكن الحكومة من تنفيذها. وأضاف أن مجلس الشورى بالتأكيد على رأس الأمور، لكن هذا لا يعني أن كل نائب يعتبر نفسه على رأس الأمور.
من جهته، رأى رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني أن انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة «حساسة جداً في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة»، معرباً عن أمله بصنع ملحمة سياسية كبرى من خلال مشاركة الشعب الحماسية في انتخابات الرئاسة.
في غضون ذلك، تبدأ غداً أولى المناظرات التلفزيونية بين المرشحين في سياق ثلاث مناظرات تتمحور حول مناقشة الوضع الاقتصادي المتضرر بفعل العقوبات الدولية على إيران.
ووعد وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي بضبط التضخم خلال مئة يوم. أما رئيس بلدية طهران الحالي محمد باقر قاليباف، فأعلن أنه يريد إعادة الاستقرار الاقتصادي «خلال عامين»، بينما دعا كبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي الى إقامة «اقتصاد مقاومة».
ويمثل المرشحون جبهة موحدة حين يتعلق الأمر بحق إيران «الشرعي» في الطاقة النووية المدنية. لكن التكتيك يختلف بالنسبة إلى المفاوضات مع القوى الكبرى من مجموعة «5+1» (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا الى جانب ألمانيا) لخفض أثر العقوبات.
والتبادل الكلامي قد يكون قاسياً في هذا الصدد بين جليلي، الذي يرحب المحافظون المتشددون بتصلبه في المفاوضات، وبين حسن روحاني الذي كان مفاوضاً في الملف النووي بين 2003 و2005.
وروحاني، المحافظ المعتدل والمرشح الوحيد المنبثق من رجال الدين، واجه انتقادات، خصوصاً لأنه وقّع في عام 2003 على وثيقة لتجميد أنشطة إيران النووية. والمفاوضات حول الملف النووي تخضع مباشرة لسلطة المرشد الاعلى، وسيكون لدى الرئيس المقبل هامش مناورة محدوداً في هذا المجال.
ويبدو أن المرشحين يقاطعون التجمعات العامة في البلاد، فيما دعي نحو 50,5 مليون ناخب الى صناديق الاقتراع. ويعتبر قاليباف الأكثر نشاطاً بينهم، حيث قام بثلاث زيارات الى المحافظات الإيرانية.
إلى ذلك، دعا وزير الثقافة والارشاد الاسلامي محمد حسيني الجهات الأمنية المختصة الى التدقيق اللازم في هوية الصحافيين الأجانب الذين يدخلون البلاد لتغطية أخبار الانتخابات الرئاسية المقبلة.
(رويترز، أ ف ب، مهر)