لم يعد خطر «الارهابيين» في مالي وحده ما يقلق فرنسا. ففرنسا المنغمسة في الحملة العسكرية في مالي منذ كانون الثاني الماضي، ولم تنه حربها بعد في هذا البد الافريقي، ستخرج ابعد من حدود مالي لمطاردة الارهابيين وهذه المرة في صحراء ليبيا. فقد كشفت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية امس عن أن باريس ترغب فى مطاردة الجهاديين حتى المنطقة الصحراوية الواقعة بجنوب غرب ليبيا. وأوضحت أن «رئاسة الأركان الفرنسية تركز حالياً على المنطقة الواقعة فى جنوب غرب ليبيا»، موضحةً أن تلك المنطقة الصحراوية الشاسعة على وشك أن تصبح ملاذاً جديداً للجهاديين.
وأشارت إلى أن «زعماء الإرهابيين ونوابهم» يتواجدون في تلك المنطقة حيث يقومون بإعادة تنظيم صفوفهم وتجنيد العناصر. وذكرت أن بعض هؤلاء «الإرهابيين» غادروا الأراضى المالية قبل التدخل العسكري الفرنسي في كانون الثاني الماضي والبعض الآخر استغل حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا للدخول والخروج كما يحلو لهم.
وأوضحت أن الأمر يتعلق بما يقرب من المئات من النشطاء «الجهاديين» الذين قد يكونون مسؤولين عن الهجوم على السفارة الفرنسية فى ليبيا في 23 نيسان الماضي، وأيضاً هجومي النيجر في 23 ايار الماضي.
وأضافت «لوباريزيان» أن باريس قررت «مراقبة» تلك المنطقة وهي بحاجة إلى دعم من حلفائها، بما في ذلك من الأميركيين، لمهمات المراقبة بالطائرات بدون طيار.
وفي السياق، استبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، تدخلاً عسكرياً فرنسياً في ليبيا خارج اطار قرارات الامم المتحدة، مضيفاً «لم نتلق حتى الآن اي دعوة من السلطات الليبية».
وشدد هولاند في مقابلة مع شبكات «فرانس 24» و«ار.اف.اي» و«تي.في 5 موند» على ضرورة دعم الجهود التي تبذلها السلطات الليبية حتى تتمكن من التصدي للارهاب، معتبراً أن المجموعات الارهابية المنتشرة في جنوب ليبيا تقف على الارجح وراء الهجمات الاخيرة في النيجر. وأضاف «لذلك يجب أن نناقش مع السلطات الليبية ومعها فقط، نوعية التعاون الذي يمكننا من القضاء على هذه المجموعات الارهابية». بدورها، كشفت صحيفة «سودايتشي تسايتونغ» أمس أن منشآت الجيش الاميركي على الاراضي الالمانية استخدمت لعمليات تصفية محددة لارهابيين في افريقيا بواسطة هجمات لطائرات من دون طيار. وأوضحت الصحيفة التي استندت إلى وثائق حصلت عليها من شبكة تلفزيون «ان دي آر» الاقليمية «منذ 2011 يتولى مركز قيادة جوية في قاعدة رامشتاين (جنوب غرب) قيادة هجمات سلاح الجو الاميركي في افريقيا».
وبحسب هذه الوثائق الداخلية لسلاح الجو الاميركي، فإن منشأة للاقمار الاصطناعية في رامشتاين تسمح لمن يقوم بتوجيه الطائرات من دون طيار في الولايات المتحدة بالتواصل مع هذه الطائرات وتوجيهها حتى تصل إلى الاهداف التي تقررت تصفيتها.
ومن دون هذا الاتصال بالاقمار الاصطناعية «لا يمكن لهجمات الطائرات من دون طيار أن تتم». ووفقاً للصحيفة فإن هذا الاتصال يستخدم للطائرات من دون طيار من طراز بريديتور وريبر وغلوبال هوكس.
واكدت «سودايتشي تسايتونغ» ايضاً أنها اطلعت على عروض عمل لـ«محللين في الاجهزة السرية» التي تتخذ من شتوتغارت مقراً ومهمتهم «تحديد اهداف ــ بما فيها افراد» للجيش الاميركي ما يدعو إلى اظهار أنه يتم التخطيط لهجمات من شتوتغارت.
ورداً على سؤال للصحيفة ولشبكة تلفزيون «ان دي آر»، اعلنت الحكومة الالمانية أن ليس لديها ما يدعو إلى الاعتقاد أن هجمات لطائرات من دون طيار تم شنها او التخطيط لها من المانيا.
وفي هذا الاطار، اعتبر استاذ القانون الدولي في جامعة «غيسن»، ثيلو ماروهن، أن بالامكان اتهام الحكومة الالمانية إن كانت على علم بتصفية ارهابيين مفترضين خارج اي نزاع مسلح وإن كانت لا تعترض على ذلك.
(الأخبار، أ ف ب)