بعد ساعات قليلة من مبادرة نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت آرينج، بلقاء محتجين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني الذين نظموا الاحتجاجات الأولى في ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول (أكبر المدن التركية)، أطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع واستخدمت خراطيم المياه في العاصمة أنقرة لتفريق متظاهرين أتوا للمشاركة في حركة الاحتجاج الواسعة ضد الحكومة.وتجددت أعمال العنف أمس، بينما اجتاح آلاف النقابيين ساحة «كيزيلاي» في وسط أنقرة للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. بعدما تظاهر عشرة آلاف شخص وضع بعضهم صوراً لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، رافعين أعلام تركيا.
وفي الوقت الذي طالبت فيه مجموعة تمثل المتظاهرين بإقالة قادة الشرطة في إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى بسبب قمعهم للتظاهرات، عملت سيارات إسعاف على نقل أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا بإعياء، فيما دخل الغاز الى مطاعم قريبة.
في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم المتظاهرين أيوب مومجو، للصحافيين، أثناء تلاوته لائحة مطالب بعد لقائه نائب رئيس الوزراء في أنقرة، «نطالب بإقالة قادة الشرطة هؤلاء المسؤولين عن العنف والضغط».
وسلم ممثلو المتظاهرين آرينج لائحة طالبت بـ«الإفراج عن كل المتظاهرين الذين أوقفوا منذ بدء حركة الاحتجاج والتخلي عن المشروع المدني المثير للجدل المتعلق بساحة تقسيم في إسطنبول».
وطالب المتظاهرون أيضاً بألا تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع وبأن تحترم حرية التعبير في تركيا. وقال المتحدث باسم المحتجين إن الرد على هذه المطالب سيحدد مصير حركة الاحتجاج.
وفي إسطنبول، حيث الجزء الأوروبي، استخدمت قوات الأمن أمس مدافع المياه وقنابل الدخان لإزالة الحواجز التي أقامها المحتجون لمنع الشرطة من معاودة دخول متنزه «غازي».
وفرّقت الشرطة بالمياه المحتجين الذين تمركزوا وراء الحاجز في «جوموسويو» قرب حي بشكطاش، حيث يقع مكتب رئيس الوزراء، فيما تجمع آلاف الأشخاص بدعوة من نقابتين كبيرتين في ساحة تقسيم. وردد المتظاهرون «تقسيم تقاوم والعمال وصلوا» و«طيب (أردوغان) وصل المخربون!»، في إشارة الى ما وصف به رئيس الحكومة المتظاهرين.
دبلوماسياً، أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، اتصالاً هاتفياً مساء أول من أمس بنظيره الأميركي جون كيري، لإبلاغه استياء أنقرة من سلسلة التعليقات التي أدلت بها واشنطن حول التظاهرات، قائلاً إن «تركيا ليست ديموقراطية من الدرجة الثانية».
وقال مصدر حكومي لـ«فرانس برس»، إن داود أوغلو اعتبر خلال حديثه مع نظيره الأميركي أن تظاهرات احتجاج مماثلة حصلت في بلدان أخرى، مثل «حركة احتلوا وول ستريت» في 2011 في الولايات المتحدة.
وأبلغه أيضاً أن الحكومة تجري تحقيقاً حول الاستخدام المفرط للقوة من قبل بعض عناصر الشرطة التركية.
وحث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الحكومة التركية على احترام حقوق معارضيها السياسيين، بينما رحب المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، «بتصريحات نائب رئيس الوزراء (التركي) الذي قدم اعتذاراً عن الاستخدام المفرط للقوة».
إلى ذلك، قال متسللون في عالم الإنترنت إنهم هاجموا أنظمة الحكومة التركية وحصلوا على تفاصيل سرية عن موظفين في مكتب رئيس الوزراء، تضامناً مع الاحتجاجات ضد الحكومة.
(أ ف ب، رويترز)