لم تكد قوات الأمن التركية تطرد بالقوة المحتجين من ساحة تقسيم في اسطنبول وتجبرهم على إخلاء المكان حتى ظهر رئيس الوزراء رجب طيب آردوغان مهدداً بأن حكومته لن تبدي «أي تسامح» بعد الآن حيال المتظاهرين الذين يطالبون منذ 12 يوماً باستقالته في كل أنحاء تركيا. لكن، ورغم عودتهم الى الميدان بعد ظهر امس، أخلت الشرطة التركية من جديد، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، ساحة تقسيم من آلاف المتظاهرين. وكانت شرطة مكافحة الشغب قد انسحبت خلال النهار إلى اطراف الساحة بعد طردها المتظاهرين منها، ما دفع هؤلاء الى العودة اليها.
وفي تصميم على إنهاء الاحتجاجات السياسية غير المسبوقة، أكد آردوغان، أمام نواب حزب العدالة والتنمية وسط تصفيقهم الحار، أن «حديقة غازي ليست الا حديقة، وليست منطقة احتلال»، داعياً «المتظاهرين الصادقين الى مشاهدة ما يحدث وفهم اللعبة الجارية والانسحاب من الحديقة».
وأعلن آردوغان مقتل شخص رابع منذ بدء الأزمة، مشيراً الى ان «ثلاثة شبان وشرطيا قتلوا في الاحداث»، بينما أكدت وسائل الإعلام التركية مستندة الى تسجيلات فيديو ان القتيل الأخير أصيب بعدة طلقات مصدرها شرطي، الامر الذي لم تؤكده السلطات.
وقال رئيس الحكومة: «أوجه الحديث الى الذين يريدون مواصلة هذه الأحداث ويريدون مواصلة الترهيب: لقد انتهت هذه القضية الآن. لن نبدي تسامحاً بعد الآن». واكد أنهم «سيحاسبون على ما فعلوا، اؤكد لكم ذلك»، مضيفاً أن «هذه الأحداث ستنتهي، اننا حكومة قوية جداً».
وكان محافظ اسطنبول حسين عوني موتلو قد برر في وقت سابق اخلاء ساحة تقسيم بأن «مشهد (المتظاهرين) شوه صورة البلاد في العالم».
وكتب موتلو على تويتر أن «هدفنا ازالة اللافتات والصور عن تمثال اتاتورك ومركز اتاتورك الثقافي. ليس لنا هدف آخر»، مؤكداً أنه «لن يكون هناك مساس بمتنزه غازي وتقسيم».
لكن أحد المحتجين ويدعى براق ارات (24 عاماً) قال لوكالة «فرانس برس»: «سنقاتل، نريد الحرية. نحن مقاتلو الحرية».
أما يلماز المتظاهر البالغ 23 عاماً فتساءل: «هل يمكنكم تصديق ذلك؟ انهم يهاجمون تقسيم ويغرقوننا بالغاز هذا الصباح بعدما اعلنوا.. أنهم سيتحاورون معنا»، مشدداً: «لن نتخلى عن الحديقة... يمكنهم ارسال آلاف الشرطيين ان ارادوا».
من جهة ثانية، قالت تركيا أمس إنها اعتقلت أحد «المنفذين الرئيسيين» للتفجيرين اللذين أوديا بحياة 51 شخصاً في بلدة الريحانية قرب الحدود السورية الشهر الماضي. وهو تركي قُبض عليه وهو يحاول الفرار عبر الحدود.
وقال مكتب محافظ هاتاي التي تتبعها مدينة الريحانية، إن قوات الأمن في المحافظة اعتقلت أحد منفذي التفجيرين وهو يحاول عبور الحدود إلى سوريا في منطقة يايلاداجي.
(أ ف ب، رويترز)