ما إن أعلن وزير الداخلية الإيراني، مصطفى محمد نجار، فوز حسن روحاني بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنسبة فاقت الخمسين في المئة، حتى بدأ الناس احتفالاتهم في شوارع طهران وفي مدن رئيسية أخرى، بينما كان المرشد الأعلى علي خامنئي أول المهنئين، معتبراً «التصويت لأي من المرشحين تصويت للجمهورية الإسلامية وتصويت على الثقة بالنظام».
وفي أول رسالة بعد فوزه، أشاد الرئيس الإيراني الجديد، بـ«دور أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي» الرئيسين السابقين، المعتدل والإصلاحي، اللذين أيداه في حملته الانتخابية. وقال، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن «هذا الانتصار هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدم... على التطرف»، مطالباً «من يتغنون بالديموقراطية والتفاهم والحوار الحر (الدول الغربية) بأن يتحدثوا باحترام الى الشعب الإيراني ويعترفوا بحقوق الجمهورية الإسلامية، حتى يتلقوا رداً ملائماً»، في إشارة الى المفاوضات النووية المتعثرة مع الدول الكبرى. وأعرب عن «امتنانه للمرشد الأعلى» خامنئي، معتبراً أنه «ابنه الأصغر».
وأكد روحاني أن «الوجود القوي» للشعب «سيجلب الهدوء والاستقرار والأمل في المجال الاقتصادي». وأعاد التلفزيون الحكومي بث كلمته أمس، ونقل قوله «أظهر الشعب الإيراني باحتفالاته الليلة الماضية أن لديه أملاً تجاه المستقبل، وإن شاء الله سيكون النصر للأخلاق والاعتدال في هذا البلد».
لكنه قال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن مشكلات البلاد «لن يتم حلها بين عشية وضحاها، ويحتاج ذلك الى التدريج وإلى التشاور مع خبراء».
وكان المرشد الأعلى أول المهنئين لروحاني، معتبراً على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «التصويت لأي من المرشحين تصويت للجمهورية الإسلامية وتصويت على الثقة بالنظام».
وفي بيان أصدره بهذه المناسبة، أثنى خامنئي على إقبال ملايين الشعب على صناديق الاقتراع، إذ وصلت كثافة المقترعين الى 72 في المئة من نحو 50 مليون شخص لهم حق التصويت.
ولفت خامنئي الى أن الرئيس المنتخب رئيس لكل الشعب، داعياً الجميع الى مد يد العون له من أجل بلوغ الأهداف الوطنية الكبرى التي تعهد بها الرئيس روحاني قبل فوزه.
بدوره، رأى رئيس مجلس خبراء القيادة، محمد رضا مهدوي كني، أن الانتخاب يعدّ انتصاراً آخر لنظام الجمهورية الإسلامية، وبعث بـ«رسالة تهنئة الى حجة الإسلام حسن روحاني بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية»، حسبما ذكرت وكالة «مهر».
كذلك، قدم رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، التهنئة لرئيس الجمهورية المنتخب، في مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، الذي يرأسه روحاني حيث عقدا اجتماعاً. وقال رئيس البرلمان إنه بحث مع الرئيس المنتخب أوضاع البلاد ومشكلتي التضخم والبطالة، مضيفاً إنه تم في هذا الاجتماع أيضاً إجراء مشاورات بشأن تشكيل الحكومة المقبلة.
في هذا الوقت، أصدر المرشحون الخمسة الذين شاركوا في انتخابات الرئاسة: محمد باقر قاليباف، محسن رضائي، سعيد جليلي، محمد غرضي وعلي أكبر ولايتي، بيانات هنأوا فيها روحاني بمناسبة فوزه.
وقدم رضائي التهاني «بتسطیر الملحمة السیاسیة»، مبدیاً احترامه للقرار الذی اتخذه الشعب، بينما اعتبر ولايتي في برقیته أن مشاركة الشعب الإیراني الملحمیة في الانتخابات «جسدت الانسجام الوطني وعززت الأمن القومي في هذه البرهة الحساسة، وبثت الیأس لدی أعداء الشعب».
من جانبه، تمنى غرضي لروحاني «التوفیق في تلبیة مطالب الشعب الإیراني، أي تنمیة الأجواء الاقتصادیة والسیاسیة في البلاد».
کذلك بعث كل من غلام علي حداد عادل ومحمد رضا عارف، اللذین انسحبا من المنافسات الانتخابیة، برقیتین منفصلتین قدّما فیهما التهنئة لروحاني.
بدوره، أصدر الحرس الثوري بياناً أكد فيه «استعداده للتعاون مع الحكومة المقبلة برئاسة روحاني في إطار الواجبات والمسؤوليات القانونية المسندة إليها».
في هذا الوقت، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، أن «مكانة إيران على الصعيدين الإقليمي والدولي تعززت من خلال المشاركة الشعبية الرائعة في انتخابات رئاسة الجمهورية».
وسيتولى روحاني الرئاسة في آب، وهي أعلى منصب منتخب في البلاد.
وكان أقرب منافسي روحاني رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف الذي تفوق عليه روحاني بفارق كبير بعدما حصل على 17 في المئة فقط من الأصوات. وشارك نحو 36,7 مليون ناخب من أصل 50,5 مليون ناخب في الانتخابات الرئاسية، أي بنسبة مشاركة بلغت 72,7 في المئة، مقابل 85 في المئة تم تسجيلها في انتخابات عام 2009، بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية.
وفاز روحاني بالانتخابات من الدورة الأولى بحصوله على 18,6 مليون صوت (50,68 في المئة). وحل قاليباف في المرتبة الثانية مع 6,07 ملايين صوت (16,55في المئة)، كما جاء جليلي ثالثاً مع 4,16 ملايين صوت (11,3%).
وأخيراً، حل رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، في المرتبة الرابعة مع 3,88 ملايين صوت (10,5 في المئة). وهذه المشاركة هي الثالثة لرضائي في الانتخابات الرئاسية بعد عامي 2005 و2009. ولم يتخطّ المرشحان الباقيان عتبة الـ 10 في المئة، فنال ولايتي وزير الخارجية السابق 2,68 مليون صوت (7,3 في المئة)، فيما حصل غرضي، المعتدل الذي أقرّ بنفسه أنه فوجئ بقبول ترشحه للانتخابات الرئاسية، على 446 ألف صوت (1,2في المئة). وتم تسجيل 1,25 مليون ورقة تصويت لاغية أو بيضاء.
وفور إعلان فوز روحاني السبت، نزل آلاف الإيرانيين الى شوارع طهران للاحتفال بفوزه ورحيل سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي تولى الرئاسة على مدى ثماني سنوات لولايتين متتاليتين، مرددين شعارات مؤيدة للتيار الإصلاحي ومطالبين بالمزيد من الحريات.
(مهر، أ ف ب، رويترز، فارس، إرنا)