في خطاب وُصِف بالتاريخي في صحف عالمية، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا أمس، من أمام بوابة براندنبورغ الموقع الرمزي في العاصمة الألمانية برلين، إلى الموافقة على خفض الأسلحة النووية بمقدار الثلث. وقال، أمام نحو ستة آلاف شخص: «بعد دراسة طويلة، قررت أننا نستطيع ضمان أمن أميركا وحلفائنا وإبقاء وسائل ردع قوية مع تقليص أسلحتنا الاستراتيجية بمقدار الثلث»، مضيفاً: «أنوي السعي إلى التفاوض مع روسيا في شأن هذا التقليص لتجاوز المواقف النووية خلال الحرب الباردة».
وأكد أنه سينظم قمتين حول الأمن النووي خلال ولايته الثانية التي بدأها في مطلع السنة، قائلاً: «إنها مراحل يمكننا اجتيازها لإقامة عالم سلام وعدالة».
وأضاف أوباما: «سنعمل مع حلفائنا في الحلف الأطلسي، سعياً إلى تحقيق خفض كبير للأسلحة التكتيكية النووية الأميركية والروسية في أوروبا وإقامة إطار دولي جديد من أجل قوة نووية سلمية».
وحول إغلاق سجن غوانتنامو على الجزيرة الكوبية، قال: «حتى مع استمرار حذرنا بشأن تهديد الإرهاب، يتعين أن نتحرك متجاوزين عقلية الحرب الدائمة، ويعني ذلك في أميركا مضاعفة جهودنا لإغلاق معتقل غوانتنامو».
وتابع: «يعني السيطرة بإحكام على استخدامنا لتكنولوجيا جديدة مثل الطائرات بلا طيار ويعني تحقيق التوازن بين السعي إلى تحقيق الأمن والحفاظ على الخصوصية».
وفي مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شدد أوباما على أن أجهزة الاستخبارات الأميركية «لا تطلع» على البريد الإلكتروني للمواطنين الأميركيين أو الأوروبيين.
ورد أوباما على انتقاد ميركل للحكومة الأميركية بشأن مراقبة اتصالات الإنترنت بالقول إن بلاده تحقق توازناً صحيحاً بين الحاجة لجمع المعلومات وحماية الحريات، قائلاً: «أنا واثق من أننا نحقق توازناً مناسباً في هذه النقطة».
وقالت ميركل: «على الرغم من أننا نرى حاجة فعلية لجمع المعلومات، فإن قضية التناسب هي دائماً قضية مهمة والنظام الديموقراطي الحر قائم على شعور الناس بالأمان».
وفي ما يتعلق بالوضع في أفغانستان، رحب أوباما بإعلان الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، أن القوات الأفغانية ستتولى قريباً المسؤولية الأمنية من قوة حفظ السلام التابعة لحلف شماليّ الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال: «إننا نعتقد بالفعل أننا سنحتاج في نهاية الأمر إلى المضي قدماً وإنهاء دائرة العنف هناك حتى يمكنهم أن يبدأوا بالفعل بناء بلدهم».
وأمل الرئيس الأميركي أن تستمر العملية السلمية في أفغانستان، رغم تعليق الحكومة الأفغانية مفاوضاتها الثنائية الأمنية غداة إعلان مفاوضات مباشرة بين واشنطن ومتمردي طالبان، مقرّاً بأنه توقع دائماً «توتراً» مع كابول بشأن هذه المسألة.
وتزامناً مع كلام أوباما، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع بشأن الأسلحة الاستراتيجية وبرامج الصواريخ في سانت بطرسبرغ: «لا يمكن أن نسمح بحصول خلل في ميزان أنظمة الردع الاستراتيجي، وبأن تتناقص فاعلية قواتنا النووية»، حسبما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي».
(أ ف ب، رويترز)