يبدو أن المحادثات التي كان متوقعاً بدؤها أمس بين حركة طالبان الأفغانية المتشددة والولايات المتحدة برعاية قطرية في عاصمة الإمارة الخليجية، الدوحة، قد تم تأجيلها بسبب خلافات تبين انها تدور حول فتح مكتب لطالبان على أراضيها تحت عنوان «المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية». وبينما قال مسؤول أميركي رفيع إن المحادثات مع طالبان من المرجح أن تجرى خلال بضعة أيام في قطر بعد تأجيل عدة مرات بسبب التوتر بشأن فتح مكتب جديد للحركة في الدوحة، اتهم مسؤولون أفغان واشنطن بمخالفة تأكيداتها لكابول بأن المكتب الجديد لن يُستخدم كمقر بعثة فعلية.
واعترضوا بالتحديد على مراسم افتتاح المكتب التي شملت رفع راية طالبان ولافتة كتب عليها «الإمارة الأفغانية الإسلامية»، ما يعطي الانطباع بأن طالبان حظيت بنوع من الاعتراف السياسي الدولي.
وغداة صدور بيان على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية القطرية يفيد بأن المكتب الذي افتتح اسمه «المكتب السياسي لطالبان الأفغانية في الدوحة» وليس «المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية»، أكد مصدر في الدوحة أمس أنه لم يتحدد موعد بعد للمحادثات ولم تتخذ الحكومة الأفغانية قراراً بشأن ما إذا كانت ستشارك في هذه المحادثات.
وكان من المتوقع أن يجتمع مسؤولون أميركيون مع مندوبين من الجماعة الأفغانية المتمردة في الدوحة أمس في محاولة لدفع جهود السلام في أفغانستان، حيث حاربت الولايات المتحدة المتمردين على مدى 12 عاماً.
وحول دور قطر في هذه المحادثات، قال الخبير في أمن الخليج البريطاني، نيل بارتريك، إن تدخل قطر في أفغانستان تحرّكه الحاجة إلى الأمن والنفوذ والمكانة.
وتابع قائلاً «غياب الأمن في وسط وجنوب آسيا ليس من مصلحة أي من دول الخليج. ويروق للدوحة أن تلعب في نادي الكبار سياسيا أو اقتصادياً أو في مجال الرياضة».
وتشير «رويترز» الى انه من المقومات التي تتمتع بها قطر قدرتها على الاحتفاظ بعلاقات ودية مع مجموعة واسعة من البلدان من بينها الولايات المتحدة وإيران، وقدرتها على أن ترعى تحالفات مع مستهلكين متعطشين لصادراتها من الغاز في الأميركيتين وأوروبا وآسيا.
لكن تغييراً محتملاً في القيادة، أشار إليه دبلوماسيون عرب وغربيون، قد ينتهي إلى تخلي الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، المتحالف مع الولايات المتحدة عن السلطة لابنه تميم، قد أثار تكهنات بأن حيويتها في المجال الخارجي قد تهدأ لالتقاط الأنفاس في عهد الزعيم الجديد.
ويقول الدبلوماسيون إنه من المتوقع أن يبدأ انتقال السلطة المدفوع برغبة في تسليم سلس للسلطة إلى جيل أصغر بأن يتنحى رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، عن مناصبه الوزارية.
ومن جهته لا يتوقع مدير الأبحاث في مركز «بروكنغز الدوحة» شادي حميد، حدوث تغيير كامل في أولويات قطر في المجال الخارجي في عهد تميم «لأن السياسة القطرية حققت نجاحاً في السنوات القليلة الماضية».
واضاف «يمكن القول إن قطر تجاوزت الحدود لكن في النهاية يمكن الدفع بأنها من بلدان الشرق الأوسط الأكثر تأثيراً على الساحة الدولية. لا يمكن إنكار ذلك».
وتابع حميد: «قد نرى بعض المبادرات لا تحقق تقدماً لكن هذا النوع من المبادرات (مثل استضافة محادثات طالبان) من الأمور التي لا يوجد ما يدعو قطر للتوقف عنها».
وكان مصدر مطلع قد أبلغ «رويترز» أن من غير المرجح أن تجري محادثات السلام التمهيدية في قطر بين الولايات المتحدة وحركة طالبان أمس مثلما كان متوقعاً.
ولدى سؤاله عما اذا كان الاجتماع سيعقد اليوم الجمعة أجاب المصدر «ليس لدي علم بأن هناك شيئاً مقرراً».
(رويترز)