تخلّى مسرّب وثائق «وكالة الامن القومي» الاميركية إدوارد سنودن عن طلب اللجوء السياسي الى روسيا بعدما أبلغته موسكو أنه سيكون عليه وقف أنشطة تسريب تقارير الاستخبارات الأميركية كما أعلن متحدث باسم الكرملين أمس. وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «لقد عدل سنودن عن نيته وطلبه البقاء في روسيا».
وكان سنودن قدم مساء الأحد طلب لجوء سياسي الى روسيا، لكن بوتين أعلن بعد يوم أن «بإمكانه البقاء في البلاد شرط أن يوقف أنشطته ضد الولايات المتحدة».
وكان سنودن، المطلوب من القضاء الأميركي بتهمة التجسس، طلب اللجوء السياسي في 21 دولة بينها روسيا وآيسلندا والاكوادور وكوبا وفنزويلا والبرازيل والهند والصين وألمانيا وفرنسا.
وفي تصريح نشر على موقع «ويكيليكس»، اتهم سنودن الرئيس الاميركي باراك أوباما «بالضغط على قادة» الدول التي يطلب حمايتها. وشرح في الرسالة أن «تلك هي إحدى وسائل العنف السياسي التي يعتمدها النظام الاميركي بهدف ترويع الأشخاص الذين قد يفعلون في المستقبل مثلما فعلت».
وكان رئيس مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف أعلن للمرة الاولى رسمياً حصول اتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن مصير سنودن.
وقال باتروشيف في حديث الى شبكة «روسيا 24» إن الرئيسين الروسي والاميركي «لا يملكان بالتأكيد حلّاً يرضي كل طرف، لذلك كلّفا مدير وكالة الاستخبارات الروسية الكسندر بورتنيكوف ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي روبرت ميولر التواصل والعمل على إيجاد حلول».
وبعيد مغادرته هونغ كونغ، طلب سنودن اللجوء السياسي الى الاكوادور، لكن الأخيرة أكدت أنه ليس بإمكانها بت هذا الطلب إلا إذا كان مقدّمه موجوداً على أراضيها.
وأعلن الرئيس الاكوادوري رافاييل كوريا منذ أيام أن الحل «في أيدي السلطات الروسية».
وفي رسالة بالاسبانية نشرت الاثنين، شكر سنودن الاكوادور على دعمها، معتبراً أن هذه الدولة «تشكل مثالاً للعالم». وكتب سنودن «الآن، في نهاية المطاف، وبفضل الدعم المستمر من حكومتكم، أبقى حراً في نشر كل معلومة من شأنها أن تصبّ في مصلحة الرأي العام».
وروسيا التي ليس لديها اتفاقات تسليم مع الولايات المتحدة، أكّدت أنه ليس لديها أي مآخذ على سنودن بما أنه لم يدخل فعلياً حدودها، أي منطقة جوازات السفر. ويقول الخبير الكسندر غولتز إن «تسليم سنودن سيفقد روسيا ماء الوجه، وعدم تسليمه سيؤدي الى تدهور خطير في العلاقات مع الولايات
المتحدة».
وكان أوباما قال الخميس الماضي إنه لا ينوي «الدخول في مقايضات» مع روسيا بشأن سنودن.
وفي خطوة جديدة، أعلن الرئيس البوليفي إيفو موراليس أن بلاده «مستعدة لدرس طلب لجوء سياسي يقدمه سنودن».
وأضاف موراليس في تصريح إلى قناة «روسيا 24» أن بلاده مستعدة لـ»مساعدة» الشاب من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية النروجية أمس إن سنودن طلب حق اللجوء اليها.
وعندما سئل متحدث باسم وزارة الخارجية النروجية عن الأمر قال «لا أستطيع تأكيده. تلقينا طلب لجوء بالفاكس لسفارتنا في موسكو في ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس. ومن المحتمل أن يكون منه، ويقال إنه بتوقيعه، ولكن ليس هناك وسيلة للتأكد من ذلك.»
(أ ف ب، رويترز)