حذرت وزيرة القضاء في الحكومة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أمس، من المفاعيل السلبية لجمود عملية السلام على إسرائيل، مشيرةً الى أن الوقت يمر بدون أي تقدّم وهو ما لا يخدم مصلحة إسرائيل. وشدّدت على أنّ الجمود الحالي في العملية السياسية يقترب من نقطة اللاعودة.
ورأت ليفني، خلال اجتماع في الكنيست شارك فيه وزراء من مجموعة التأييد لمسيرة السلام مع الفلسطينيين، بادرت إليها «مبادرة جنيف»، أن هناك تأييداً واسعاً في الجمهور الإسرائيلي لفكرة الدولتين للشعبين.
في السياق نفسه، وجه الوزير يعقوب بيري، عن حزب «يوجد مستقبل»، نداء الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة الى مفاوضات السلام، مضيفاً إن «تصميم اسرائيل على استئناف العملية السياسية سيساعد الجانب الفلسطيني في ذلك».
بدوره، كشف الوزير الفلسطيني السابق لشؤون الأسرى، أشرف العجرمي، الذي كانت له كلمة في الكنيست، عن محادثات مباشرة جرت في منزل بنيامين نتنياهو أخيراً، استمرت لساعات. وقال إن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه هو الذي أجرى المفاوضات عن الجانب الفلسطيني. غير أن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يعقب على هذه الأقوال.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن عشرات الناشطين وأعضاء مركز «الليكود» وحركة «شاس»، توجهوا صباح الأحد الماضي بحافلة الى المقاطعة في رام الله، للاجتماع بكبار المسؤولين الفلسطينيين، في إطار فعالية نظمتها ما تسمى «مبادرة جنيف». وأضافت الصحيفة إن ناشطي «الليكود» و«شاس» دخلوا الى قاعة الاجتماعات، حيث كان بانتظارهم ياسر عبد ربه، وعدد من كبار المسؤولين في حركة «فتح». ولفتت الى أن نبيل شعث افتتح اللقاء، متمنياً الشفاء للزعيم الروحي لحركة «شاس»، عوفاديا يوسف، مضيفاً إن هذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ وقت طويل، وإنه لا يعتقد أنه يمكن التوصل الى اتفاق فقط عبر الوساطة الأميركية.
وأعرب شعث عن اعتقاده بإمكانية التوصل الى السلام عبر حل الدولتين، وعن أمله بالتوصل الى تسوية.
ونقلت «يديعوت» عن عضو مركز «الليكود»، شلومو مدمون، قوله إنه زار رام الله قبل سنتين، وفي حينه كان «الليكودي الوحيد»، أما اليوم فقد أتى الى رام الله نحو 50 ناشطاً من الليكود، معتبراً أن ذلك يشير الى أن أمراً ما قد حصل.
ونقلت عن الصحيفة نفسها قوله، إنه عندما هاجر الى البلاد من إحدى الدول العربية كان يرى أن الخليل ونابلس هما جزء من أرض اسرائيل، لكنه بات يدرك الآن أن الأيديولوجية لا تستطيع التغلب على الواقع.
من جهته، اعتبر المحامي ديفيد غلاس، المقرب من الحاخام عوفاديا يوسف، أن هناك أهمية كبيرة لوجود عدد كبير من ناشطي «الليكود» و«شاس»، مشيراً الى أن اتفاق السلام يحتاج الى تأييد الشعبين وتعزيز قوة قيادة الطرفين.
رغم ذلك، أوضحت «يديعوت» أن الفجوات لا تزال قائمة، وبرز ذلك من خلال دعوة أحد المشاركين الفلسطينيين الى اقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، «وعندها نواصل الحديث عن الحدود النهائية»، فرد الفلسطينيون على ذلك بالقول إن «دولة بحدود مؤقتة غير واردة بالحسبان بالنسبة اليهم». وأضافت الصحيفة إن عبد ربه عرض أمام الحضور تاريخ المفاوضات.
وأكد أن الطرفين كانا على وشك التوصل الى اتفاق خلال ولاية إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة.
ونقلت اذاعة الجيش عن عبد ربه قوله إن القيادة الفلسطينية على استعداد لاتخاذ خطوات لم يسبق لها مثيل في المفاوضات مع إسرائيل.