في أول مؤتمر صحافي يعقده بعد أدائه اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية الإسلامية في إيران، دعا الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، الدول الغربية الى التعامل في مجال حل الملف النووي الإيراني من منطلق المنطق، لا عبر لغة التهديد، مؤكداً أن باب الحوار مفتوح مع الولايات المتحدة إذا «أبدت حسن نية تجاه إيران وساد جو من الاحترام المتبادل». وبشأن موقفه من دعوة أميركا للحوار التي تزامنت مع فرض مجلس النواب رزمة جديدة من الحظر، قال روحاني إن البيان الأخير للبيت الأبيض يُظهر أن «بعض المسؤولين الأميركيين لم يدركوا بعد أبعاد الملحمة السياسية التي سطّرها الشعب الإيراني.. الانتخابات الرئاسية هي رد على الحظر الأميركي».
وتابع روحاني إن هناك جماعات ضغط في أميركا تقرع طبول الحرب وتفرض إرادتها على القادة الأميركيين، لافتاً الى أن الكونغرس الأميركي يقدم مصلحة بعض الجماعات على المصالح الوطنية في البلاد.

وأضاف «لم أعرب عن رغبتي في الحوار مع أميركا، بل أعلنت استعدادي للحوار مع كل بلد لتحقيق مصالح إيران، وإننا ندعو الولايات المتحدة إلى الإصغاء لنداء الشعب الإيراني»، مشيراً الى «أننا نوصي الإدارة الأميركية بأن تبتعد عن التناقض في التعامل مع إيران». وأكد أن «ما يهمنا هو سياسة الولايات المتحدة العملية واستراتيجيتها. إذا أبدت الولايات المتحدة حسن نية... من دون أي جدول أعمال سري، وإذا تحركت في هذا الطريق فسيكون الطريق مفتوحاً».
ورداً على سؤال عما إذا كان لديه الاستعداد للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مباشرة، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال روحاني «لم أقرر بعد السفر الى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة»، مضيفاً «ليس من المهم مع من ألتقي، بل المهم هو إزالة العقبات والمشاكل الموجودة أمام إيران، وبعد ذلك نقرر مع من نعقد اللقاء».
ولفت الى أنه «يمكن التوصل إلى حل بشأن البرنامج النووي عبر الحوار، لا من خلال التهديد، وإننا مستعدون لمحادثات جدية من دون إضاعة للوقت، ولن نتنازل عن حقوق الشعب، لكننا نؤيد الحوار والتفاهم».
وأعلن روحاني في مؤتمره الصحافي، الذي حضره أكثر من 300 مراسل ومصور من داخل البلاد وخارجها، تشكيل لجان وورشات عمل لبحث الظروف الراهنة والتطورات الإقليمية والدولية لاختيار التشكيلة الحكومية.
وبشأن القضايا الاقتصادية، ذكر أن «الاقتصاد يُشكّل أولوية لحكومة التدبير والأمل بسبب المشاكل التي يعانيها الشعب».
وقال «خلال الأيام المئة الأولى، سنقدّم صورة واضحة للشعب عن الأمور الاقتصادية والبرامج المطلوبة»، مشيراً الى أن «الحكومة عازمة على ردم الهوة بين التضخم ورواتب العمال، وأن «الحكومة لديها برامج قصيرة الأجل، وأخرى طويلة الأمد للتصدي للمشاكل وإنعاش الاقتصاد».
وشدد روحاني على أن هدف الحكومة المقبلة هو الابتعاد عن الإنفاق غير الضروري.
وفي ما يتعلق بأوضاع الجامعات، قال الرئيس الجديد إن المناخ الذي يسود الجامعات في البلاد يجب أن يكون أكثر انفتاحاً ومملوءاً بالحيوية والحرية.
في غضون ذلك، رأت روسيا أمس أنه لا يمكن تأجيل إجراء جولة جديدة من المحادثات بين إيران والقوى العالمية حول برنامج طهران النووي.
ونقلت وكالة أنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قوله «هذه الجولة يجب أن تجرى في منتصف أيلول، ولا يمكن تأجيلها أكثر من ذلك».
بدورها، كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون رسالة مباشرة الى الرئيس الإيراني الجديد، تمنت فيها إجراء «محادثات هامة» حول الملف النووي.
وقالت آشتون، التي تتفاوض منذ سنوات مع طهران باسم الدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا)، «أكتب لكم لأقول إنني على استعداد مع (مجموعة) 5+1 لمواصلة المحادثات من أجل إيجاد حل بأسرع وقت ممكن. آمل أن نتمكن من تنظيم محادثات هامة مع فريق مفاوضيكم في أقرب وقت ممكن».
إلى ذلك، ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أمس، نقلاً عن «مسؤول رفيع المستوى»، أن هنالك شكوكاً متنامية في إسرائيل في صدقية الولايات المتحدة في تأكيداتها أنها لن تسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي.
وقال المسؤول، الذي لم تكشف هويته، إن «التأكيدات الأميركية بأن الولايات المتحدة ستمنع إيران من تنفيذ برنامجها النووي وبأنها ستتصرف عسكرياً إذا لزم الأمر، أصبحت أقل صدقية».
وأضاف «يكفي أن نلقي نظرة على السياسة التي يتبعها الأميركيون في سوريا لمعرفة ما الذي لن يقوموا به في إيران».
وتحدث المسؤول عن الخطر الذي يمثله الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الذي «يلقى ترحيباً متزايداً في الخارج»، مشيراً الى أن «الغرب يقع في الفخ الإيراني، وإسرائيل تزداد عزلة».
(فارس، أ ف ب، رويترز)